في ظل تردّي الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية العامة بدمشق، ارتفعت تكاليف الولادة القيصرية بشكل ملحوظ في المستشفيات الخاصة، حيث تتراوح التكاليف بين 5 و10 ملايين ليرة سورية، فيما بلغت تكاليف الولادة الطبيعية في المستشفيات ذاتها ما بين 800 ألف ومليوني ليرة، وذلك بحسب ما أفاد به موقع محلي.
تجربة شخصية من ريف دمشق:
“آلاء”، سيدة في العشرينات من عمرها وتعيش في ريف دمشق، شاركت تجربتها مع SY24، حيث قالت: “خضعت لعملية قيصرية مطلع هذا الشهر في مستشفى خاص بمدينة التل بتكلفة وصلت إلى مليونين ونصف ليرة سورية، وهو ضعف تكلفة العملية مقارنة بالعام الماضي”.
وذكرت أن الأسعار تختلف بشكل كبير بين طبيبة وأخرى، وكذلك بين مستشفى وآخر، مؤكدة عدم وجود تسعيرة موحدة في المستشفيات الخاصة، وحتى في المناطق المختلفة بين الريف والمدينة.
وأوضحت أن تكلفة الولادة في العاصمة دمشق تصل إلى أربعة ملايين ليرة سورية، وفي بعض المستشفيات قد تتجاوز هذا الرقم، مشيرة إلى أن هذه التكاليف المرتفعة لا تتناسب مع مستوى دخل الأسر، وأن عائلتها في الخارج تكفّلت بمصاريف الولادة وأرسلت إليها مبلغاً مالياً ساعدها في تحمّل أجرة المستشفى، في الوقت الذي تعجز فيه نساء كثيرات عن دفع هذه المبالغ ويلجأن مجبورات إلى المستشفيات الحكومية المجانية.
تدني الخدمات في المستشفيات الحكومية:
أما عن سبب تجنبها اللجوء إلى المستشفيات العامة، فقد أشارت “آلاء” إلى سوء المعاملة وتردّي الخدمات الطبية هناك، بالإضافة إلى افتقار تلك المستشفيات للخصوصية وازدحامها الشديد بسبب الخدمات المجانية، هذه العوامل دفعت العديد من السيدات إلى تفضيل المستشفيات الخاصة رغم تكاليفها المرتفعة.
ارتفاع متواصل في التكاليف:
الأرقام المرتفعة التي تم تسجيلها حديثاً ليست ثابتة، فقد رصد الموقع تضاعف التكاليف خلال الأشهر الأخيرة، ويعود ذلك بشكل كبير إلى شهرة الطبيب والمستشفى، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الطبية المستخدمة في العملية مثل مواد التخدير، والتي تلعب دوراً أساسياً في تحديد التكاليف.
تفاوت الأسعار بين المستشفيات الخاصة:
من جهته، أكد مدير عام مستشفى الزهراوي للأمراض النسائية والتوليد في دمشق أن تكلفة الولادة القيصرية في القسم الخاص التابع للمستشفى تصل إلى 1.7 مليون ليرة سورية، وهي تكلفة أقل مقارنة بباقي المستشفيات الخاصة، لكنه حذّر من إمكانية ارتفاع هذه التكاليف إلى أربعة أضعاف في بعض الحالات.
ارتفاع تكاليف الولادة القيصرية في دمشق يعكس حالة من الفوضى في تسعير الخدمات الطبية في المستشفيات الخاصة، وسط تدنّي مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية. وفي ظل هذه الظروف، تجد النساء أنفسهن أمام معاناة مضاعفة، إذ يدفعن مبالغ كبيرة للحصول على خدمات صحية.
إن هذا الارتفاع المستمر في تكاليف الرعاية الصحية يؤثر بشكل مباشر على نسبة الولادات، ويضع تحديات إضافية أمام الأسر السورية في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور. ووفقاً لتقرير صدر عن المكتب المركزي للإحصاء في دمشق قبل أشهر، شهدت نسبة الولادات انخفاضاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على مستوى سوريا.