طلاب في إدلب يبتعدون عن المدارس.. ما هي الأسباب وكيف يمكن معالجتها؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

ظاهرة التسرب المدرسي تُعد من أبرز القضايا الاجتماعية الملحّة التي تهدد مستقبل الأجيال في الشمال السوري، الذي يعاني من حروب وصراعات مستمرة. تواجه العديد من المدارس هناك معدلات مرتفعة من تسرب الطلاب نتيجة لمجموعة من العوامل الاقتصادية والنفسية والأمنية، التي دفعتهم لترك مقاعد الدراسة وأثرت بشكل سلبي على مستقبلهم التعليمي.

أسباب التسرب المدرسي:

تشهد مدارس الشمال السوري، وخاصة في إدلب وريفها، ارتفاعاً في معدلات التسرب المدرسي. يعود ذلك إلى عدة أسباب رئيسية، منها الظروف الأمنية الصعبة، الأوضاع الاقتصادية المتردية، غياب الدعم التعليمي، ونقص البنية التحتية اللازمة لبيئة تعليمية ملائمة.

تقول “لانا” (18 عاماً)، نازحة من ريف معرة النعمان إلى أحد المخيمات في شمالي إدلب، إنها “حُرمت من متابعة تعليمها بسبب القصف المستمر الذي طال بلدتها قبل النزوح، بالإضافة إلى عدم وجود مدارس ثانوية في المخيم الذي تسكنه.”

الأوضاع الاقتصادية الصعبة:

أثرت الحرب بشكل كبير على الاقتصاد المحلي في إدلب، ما أدى إلى انتشار الفقر والبطالة. “يوسف” (14 عاماً) ترك دراسته بعد فقدان والده في الحرب، وأصبح مسؤولاً عن إعالة أسرته، حيث يعمل مع والدته في قطاف المحاصيل الزراعية، ليحصلا معاً على 150 ليرة تركية يومياً لتلبية احتياجاتهم.

الضغوط النفسية والعنف في المدارس:

تعاني العديد من المدارس من ضغوط نفسية تؤثر على الطلاب، سواء كان ذلك نتيجة العنف داخل المدرسة أو التوقعات العالية من الأهل والمعلمين. “أنس” (17 عاماً)، طالب في المرحلة الثانوية، يعترف بتغيبه عن المدرسة أحياناً بسبب ضغط الدروس أو عدم تحضيره لاختبار معين. أما “أحمد”، طالب الصف السابع، فيشعر بالإرهاق نتيجة توقعات والدته العالية بأن يصبح طبيباً، مما يدفعه للتهرب من الدراسة.

من ناحية أخرى، ما تزال ظاهرة العنف والضرب منتشرة في بعض المدارس، مما يدفع بعض الطلاب إلى التغيب والتسرب. “وسام” (12 عاماً) ذكر أنه يتغيب عن حصص معلمته التي تلجأ إلى الضرب عند حصول الطلاب على درجات منخفضة.

حلول مقترحة للحد من التسرب المدرسي:

أشارت المرشدة النفسية “بتول دركلت” في لقاء خاص مع منصة SY24 إلى أهمية تعزيز الحوار بين الأهل والمعلمين والطلاب، وتقديم الدعم النفسي لمواجهة الضغوط التي يتعرض لها الطلاب. كما دعت إلى تنظيم ورش توعوية للأسر حول كيفية دعم أبنائهم نفسياً وأكاديمياً دون ممارسة الضغوط.

وأوضحت أن تحسين بيئة المدرسة من خلال خلق بيئة تعليمية داعمة وخالية من العنف أمر ضروري، بالإضافة إلى تخفيف الأعباء الأكاديمية وتوفير الأنشطة الترفيهية لتعزيز المهارات الاجتماعية لدى الطلاب.

تتطلب مواجهة ظاهرة التسرب المدرسي تعاونًا بين الأسر والمدارس والمجتمع المحلي، وإنشاء بيئة تعليمية صحية تضمن الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب وتخفف من الضغوط النفسية والأكاديمية، وتعد هذه الخطوات أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة