تفيد الأخبار الآتية من مخيم الهول في ريف الحسكة شرق سوريا بتسجيل حالتي وفاة جديدتين بمرض الكوليرا، حيث فارق الحياة مسن وسيدة سوريان في ظل غياب الأدوية المخصصة لعلاج المرض.
وتعد هذه الحالات هي الرابعة خلال أسبوع واحد فقط، مما يشير إلى خطورة الوضع الصحي المتدهور في المخيم.
وفي تفاصيل خاصة كشفها مصدر من المنطقة الشرقية لمنصة SY24، فإن عدد الإصابات الموثقة بالكوليرا في المخيم وصل إلى 11 حالة، جميعها سُجلت في الأقسام المخصصة للسوريين.
وأكد المصدر أن الواقع الفعلي أكثر سوءاً مما تشير إليه الأرقام الرسمية، نظراً للانهيار شبه الكامل في المنظومة الصحية والطبية، إضافة إلى مشكلة تلوث المياه التي تفاقم الوضع.
وتتعدد الأزمات الصحية في المخيم، حيث يعاني قاطنوه من انتشار واسع للأمراض المختلفة، تشمل الجرب والأمراض المعوية وحالات ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى الأمراض الجلدية والتنفسية التي تصيب الأطفال بشكل خاص.
يأتي هذا في ظل وضع معيشي متردٍ للغاية، حيث تحتاج الخيام إلى تبديل عاجل، وتعاني شبكات الصرف الصحي من مشاكل تستدعي الصيانة الفورية، حسب مصدرنا الخاص.
وعلى الرغم من وجود منظمات إغاثية وطبية في المخيم، إلا أن قدرتها على تلبية احتياجات النازحين محدودة للغاية بسبب قلة الدعم المقدم وندرة الكوادر الطبية المؤهلة.
وحسب مصدرنا الخاص، تحاول هذه المنظمات العمل وفق الإمكانات المتاحة، في حين تسعى إدارة المخيم لإنشاء مركز عزل خاص بمرضى الكوليرا بالتنسيق مع المنظمات الطبية العاملة، رغم صعوبة توفير المستلزمات الضرورية لعزل المرضى.
وفيما يتعلق بملف إخراج العائلات من المخيم، كشف المصدر عن وجود أعداد كبيرة من العائلات العراقية تنتظر دورها للخروج، كما تجري التحضيرات لإخراج عائلات من جنسيات غربية خلال الفترة المقبلة.
أما بالنسبة للعائلات السورية، فإن غالبيتها تنحدر من مناطق غرب الفرات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إضافة إلى عائلات من منبج وريف حلب وريف إدلب والرقة، ويتطلب إخراجهم إجراءات وتنسيقات أمنية مسبقة.
وتثير هذه الأوضاع المأساوية قلقاً متزايداً لدى أهالي المنطقة الشرقية من سوريا، خاصة على الصعيد الإنساني، حيث تتصاعد المخاوف من انتشار مرض الكوليرا بشكل أوسع في ظل تردي الوضع الصحي في شرق سوريا بشكل عام.
وأكد المصدر الخاص أن قضية مخيم الهول باتت “مزعجة جداً” للأهالي، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول جذرية لإنهاء معاناة النازحين الإنسانية المتفاقمة.
وفي سياق متصل، نفت إدارة مخيم الهول للاجئين الأنباء المتداولة حول وفاة شخصين بمرض الكوليرا في المخيم، حسب إعلام مقرب من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وأكدت جيهان حنان، وهي إدارية في المخيم، أن الخبر غير صحيح ولم تسجل أي وفيات بالكوليرا حتى الآن. أوضحت حنان أن هناك 32 حالة إصابة بالكوليرا في المخيم، وحالاتهم تتراوح بين شديدة ومتوسطة، حسب تقديراتها.
وأضافت أن سبب انتشار المرض لم يتضح بعد، سواء كان من المياه أو الخضروات أو غير ذلك، وتعمل منظمة الصحة العالمية على تحديد السبب.
كما ذكرت أن المخيم يفتقر لمراكز عزل خاصة، ويتم نقل الحالات الشديدة إلى المشافي، مع متابعة جودة المياه المقدمة من المنظمات الإنسانية، بحسب كلامها.
وقبل أيام، شهد المخيم حادثة مأساوية تمثلت في وفاة طفلة رضيعة عراقية نتيجة نقص الخدمات الطبية المقدمة للأطفال الخدج وحديثي الولادة، وبحسب الأخبار الواردة من المخيم، توفيت الطفلة في مستشفى الحسكة العام بعد تأخر إحالتها من المخيم وتدهور حالتها الصحية بشكل حاد.
وشهد مخيم الهول أيضاً حدثاً بارزاً تمثل في مغادرة 179 عائلة عراقية، يتألف أفرادها من 750 شخصاً، ضمن إطار التنسيق المستمر بين الحكومة العراقية والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
كما غادرت دفعة من العائلات السورية في نهاية تموز/يوليو الماضي، تضم 82 عائلة (346 فرداً)، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي أيار/مايو الماضي، خرجت دفعة أخرى من العائلات السورية، تتألف من 69 عائلة، تاركة وراءها سنوات من المعاناة والنزوح.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تبدو الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتضافر الجهود الدولية والمحلية لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في المخيم، وتوفير الدعم اللازم للمنظمات العاملة فيه، قبل أن تتحول الأزمة الصحية إلى كارثة إنسانية شاملة، حسب مراقبين.