الفوضى الأمنية تتصدر واجهة الأحداث في الجنوب السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

انتهت عملية التسوية قبل أيام في مدينة جاسم بمحافظة درعا بتسليم قطع السلاح من المنشقين عن الجيش، إثر مفاوضات جرت بين اللواء الثامن والشرطة العسكرية والأمن العسكري، على أن يتم تسليم قطعة سلاح واحدة عن كل أربعة أفراد، وفق ما أكدته مصادر متطابقة.

استمرت عمليات التسوية أربعة أيام، بإشراف مباشر من اللواء الثامن والشرطة العسكرية، وتم بموجبها منح مهلة شهر واحد للالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وستة أشهر للخدمة الاحتياطية ضمن الفيلق الأول في المحافظة.

ورغم هذه الإجراءات، استمرت عمليات القتل والاغتيال بحق أبناء المنطقة، من بينهم مدنيون وعسكريون ومنشقون عن النظام وعناصر مصالحات، حيث شهد يوم أمس مقتل العقيد المنشق “محمود منوخ الحوشان”، المنحدر من بلدة محجة شمالي درعا، على يد مسلحين مجهولين بعد استهدافه بطلقات نارية في بلدة القنية شمالي درعا.

وفي ذات السياق، تعيش المنطقة حالة غير مسبوقة من الفوضى الأمنية، فقد عثر صباح يوم أمس على جثة شاب مرمية قرب معمل الكونسروة شمال بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، وأفادت الأنباء أن الجثة تعود للشاب “نور الهدى عقاب”، وهو مدني اُختطف قبل يومين من بلدة جلين.

كما نشطت في الفترة الأخيرة عمليات الاختطاف في درعا، سواء للمطالبة بفدية مالية أو لتصفية حسابات شخصية وسياسية، وأشارت مصادر محلية إلى تورط ميليشيات النظام في تلك العمليات، فقد أفرج يوم أمس عن الشاب “يامن أيمن المطلان”، المنحدر من بلدة دير البخت في الريف الشمالي لمحافظة درعا، والذي اختطف قبل شهر تقريباً أثناء توجهه إلى لبنان برفقة الشاب “مرعي أحمد الحسن”، الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.

وطالبت العصابة الخاطفة بمبالغ مالية كبيرة للإفراج عن الشابين، وصلت إلى نحو 30 ألف دولار ورغم محاولات ذوي الشابين الإفراج عنهما، تمكنت عائلة “المطلان” من دفع مبلغ مالي، ما أدى إلى إطلاق سراحه فقط.

إذ تشهد محافظة درعا تدهوراً أمنياً خطيراً، حيث يترافق إنهاء التسويات العسكرية مع تصاعد عمليات القتل والاختطاف، بينما تواصل ميليشيات النظام وأطراف مجهولة بث الرعب في صفوف المدنيين والعسكريين على حد سواء، وسط غياب واضح لأي حلول جذرية تضع حداً لهذه الفوضى الأمنية المتفاقمة.

وعلى الجانب الآخر في السويداء جنوب سوريا، أفرجت الفصائل المحلية عن الرائد “علي سليمان”، الذي كان محتجزاً لديهم منذ حوالي شهرين مع عدد من الضباط والعناصر الآخرين، وذلك بهدف الضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن معتقلين من أبناء المحافظة تم اعتقالهم تعسفياً في الفترة الأخيرة، وفق ما أكدته شبكة السويداء 24.

تعد هذه العملية بادرة حسن نية من قبل المجموعات المحلية في المحافظة، حيث جاءت كرد فعل على الاعتقالات التعسفية التي تطال المدنيين في السويداء، ومع ذلك، يستمر النظام وأجهزته الأمنية في التضييق على أبناء المحافظة من خلال حملات الاعتقال والقمع المتزايدة، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة، ويهدد بإشعال مزيد من الاضطرابات المحلية في ظل غياب أي حلول سياسية تلوح في الأفق.

مقالات ذات صلة