أزمة المياه في إدلب تنذر بكارثة إنسانية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد مدينتا إدلب وأريحا أزمة حادة في تأمين مياه الشرب بعد قصف الطيران الروسي لمحطة “الكيلاني” للكهرباء في منطقة عين الزرقاء، مما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه عن عشرات القرى والمدن في محافظة إدلب، الأمر الذي دفع الأهالي للبحث عن مصادر بديلة من أجل الحصول على المياه.

لا يزال النظام السوري يواصل قصف المدنيين والبنى التحتية الحيوية في إدلب، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث استهدف الطيران الروسي في 15 من الشهر الجاري محطة الكيلاني لتحويل الكهرباء في منطقة عين الزرقاء في ريف إدلب الغربي.

وبحسب تقرير للشبكة السورية فإن “الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من العاملين في المحطة بجراح طفيفة، وتدمير محولتين رئيسيتين، مما أدى إلى اندلاع حريق وتدمير الأبراج والكابلات، كما تعرضت غرفة التحكم والقواطع الرئيسة للدمار، بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمبنى والسور”.

وأضافت أن “هذا الاستهداف أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن آلاف المدنيين، كما توقف ضخ مياه الري إلى الأراضي الزراعية في سهل الروج، مما أثر بشكل كبير على السكان وأراضيهم الزراعية”.

معاناة الأهالي في تأمين صهاريج المياه:

ينتظر الكثير من أهالي مدينة إدلب في طوابير طويلة بانتظار صهريج المياه، وذلك بعد توقف ضخ المياه عن المدينة.

يتحدث “عدنان” (25 عامًا)، مقيم في مدينة إدلب، عن صعوبة تأمين المياه لعائلته بسبب قلة الصهاريج المتاحة وازدياد الطلب عليها بشكل كبير، وأوضح أن بعض الأهالي ينتظرون لساعات طويلة في انتظار وصول الصهاريج، الأمر الذي يزيد من معاناة الأهالي في المدينة.

يقول “عدنان”: “نحن نضطر للاعتماد على الصهاريج التي تأتي من خارج المدينة، وهذا يكلفنا الكثير من الجهد والوقت، ورغم ذلك، المياه ليست متوفرة دائمًا”.

تكاليف إضافية في ظل الأزمة:

لم يكن انقطاع المياه مجرّد أزمة مؤقتة، بل ألقى بظلاله الثقيلة على الظروف المعيشية للأهالي، تكاليف جلب المياه عبر الصهاريج أصبحت عبئًا ماليًا إضافيًا على العائلات التي تعاني أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة.

تحدثت منصة SY24 مع “أبو تيم” (31 عامًا)، أب لخمسة أولاد، يقيم في مدينة أريحا، وعامل مياومة في ورشة بناء، يقول “أبو تيم”: “قبل الأزمة كانت تُضخ المياه إلى الحي الذي أسكن فيه بشكل أسبوعي ومجاني، أما الآن نشتري الألف لتر من الماء بـ 70 ليرة تركية، مع معاناة كبيرة في الحصول عليها”.

تحديات أصحاب الصهاريج في توفير المياه:

يعيش أصحاب صهاريج المياه أيضًا تحت وطأة هذه الأزمة، ويضطرون لجلب المياه من مناطق بعيدة عن إدلب وأريحا بسبب ازدحام الصهاريج على المناهل القريبة من المدن، مما يزيد من تكلفة النقل ويطيل مدة الوصول.

يقول “محمد نادر”، صاحب أحد الصهاريج في مدينة إدلب: إنه “أصبح من الصعب جدًا توفير المياه للأهالي، فمصادر المياه قليلة مقارنة مع كثافة السكان”.

ويشير إلى أن معظم أصحاب الصهاريج يعانون من غلاء المحروقات اللازمة لتشغيل الصهاريج ومضخة الماء الملحقة به.

بينما يعاني الكثير من الأهالي من انقطاع المياه، وجدت بعض العائلات فرصة لتحسين دخلها من خلال العمل في نقل وبيع المياه عبر الصهاريج. وفرت الأزمة مصدرًا جديدًا لأصحاب الصهاريج، الذين باتوا يستغلون زيادة الطلب لتأمين مياه الشرب.

يتحدث “أبو أحمد”، أحد أصحاب الصهاريج المقيم في ريف إدلب الجنوبي، عن قدومه إلى مدينة أريحا لتأمين المياه وبيعها للأهالي، يقول “أبو أحمد”: “بعد انقطاع المياه عن مدينة أريحا بدأت بجلب المياه من خارج المدينة لبيعها إلى الأهالي، بهدف تأمين دخل أعيل به عائلتي”.

يطالب الأهالي بضرورة إيجاد حل سريع ومستدام لتأمين مياه الشرب، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد الأعباء على العوائل.

تستمر أزمة المياه في إدلب وأريحا في التأثير بشكل كبير على حياة الأهالي، مما يزيد من معاناتهم في ظل ظروف اقتصادية وصحية صعبة.

ومع اقتراب فصل الشتاء، يزداد القلق بشأن تأمين مياه الشرب، حيث تتزايد الأعباء على العوائل التي تعاني بالفعل من آثار النزاع المستمر، لذلك، تُعد الحاجة إلى حلول سريعة ومستدامة لتوفير المياه ضرورة ملحة، تتطلب جهودًا متضافرة من جميع المعنيين، لضمان حق

مقالات ذات صلة