شنت طائرات حربية إسرائيلية فجر الخميس غارات مكثفة على مواقع في دمشق وريف حمص، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين من قوات النظام والميليشيات الإيرانية، ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة ضربات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية إيرانية في سوريا.
المواقع المستهدفة:
وفقًا لما رصدته منصة SY24، استهدفت الغارات الإسرائيلية في دمشق مبنى سكنياً في منطقة كفرسوسة، تحديداً قرب دوار الكارتون، ويُعتقد أن المبنى يُستخدم من قِبل الميليشيات الإيرانية، تزامن ذلك مع قصف جوي على حاجز عسكري قرب بلدة الشنشار على جسر القصير في ريف حمص، وهو موقع يحتوي على مخازن أسلحة وذخائر، حيث استمر سماع أصوات الانفجارات لأكثر من ساعة، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين، إلى جانب تدمير واسع في الممتلكات.
تصريحات النظام السوري:
في تصريح صادر عن مصدر عسكري في النظام السوري، أفاد بأن الهجوم الجوي الإسرائيلي وقع حوالي الساعة 3:40 فجراً، وانطلق من اتجاه الجولان السوري المحتل وشمال لبنان.
وأضاف المصدر أن الهجمات استهدفت نقطتين، الأولى في حي كفرسوسة بدمشق والثانية في منطقة ريف حمص، مما أدى إلى مقتل عسكري وإصابة سبعة آخرين، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة.
صور توثق الدمار:
أظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي المحلية ألسنة اللهب وهي تتصاعد من حي كفرسوسة نتيجة الغارات، وسُمع دوي انفجارات عنيفة في كل من ريف دمشق وحمص، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
استهدافات متكررة لقيادات إيرانية:
تعاني العاصمة دمشق في الأشهر الأخيرة من تصاعد وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية، التي تركزت على قيادات إيرانية متواجدة في شقق سكنية بمناطق مختلفة، هذه الهجمات المتكررة أثارت استياء واسعًا حتى بين الفئات الموالية للنظام، حيث يعيش المواطنون حالة من القلق والخوف من تكرار الهجمات في مناطقهم.
أهمية حي كفرسوسة:
يعد حي كفرسوسة الذي استهدفته الغارات الأخيرة، أحد المناطق الهامة في دمشق، حيث يضم ما يُعرف بـ “المربع الأمني”، هذا المربع تتخذه الميليشيات الإيرانية مقراً لها، بالإضافة إلى وجود مكاتب ومراكز تابعة لأجهزة المخابرات السورية، هذه المنطقة تحظى بحماية مشددة نظراً لانتشار المقار الأمنية والمؤسسات الحكومية فيها.
كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” سابقاً أن اختيار الميليشيات الإيرانية لهذه المناطق يعود إلى سهولة السيطرة الأمنية عليها، حيث تتميز شوارعها بالاتساع وانخفاض الكثافة السكانية، إضافة إلى الانتشار الكثيف للحواجز الأمنية ومقرات البعثات الدبلوماسية، مما يجعلها منطقة مناسبة لتمركز القيادات الإيرانية.
تكثيف الهجمات الإسرائيلية:
شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في استهداف إسرائيل للأبنية السكنية التي تستخدمها الميليشيات الإيرانية في دمشق، حيث شملت هذه الهجمات قيادات إيرانية بارزة، إلى جانب ضباط وخبراء إيرانيين متمركزين في تلك الأحياء، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.
يُظهر التصعيد الإسرائيلي المستمر في استهداف المواقع العسكرية والمراكز الإيرانية داخل سوريا، وخاصة في المناطق السكنية بدمشق، مدى التوتر بين الطرفين، ومع تزايد هذه الضربات الجوية، يعيش السكان المحليون حالة من الخوف والترقب وسط تزايد الانتقادات الشعبية للنظام بسبب وجود الميليشيات الإيرانية في مناطقهم.