تخوف روسي من تواجد لبناني في منطقة استراتيجية بدرعا.. ما حقيقة ذلك؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تفيد الأنباء الواردة من محافظة درعا جنوب سوريا، بإصدار السلطات الروسية بالتعاون مع النظام السوري تعميماً جديداً يقضي بمنع وجود اللاجئين اللبنانيين والمركبات التي تحمل لوحات لبنانية في منطقة حوض اليرموك غرب درعا.

يأتي هذا القرار في إطار المساعي الروسية للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة الحساسة المتاخمة لخط وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وبحسب المصادر، يشمل التعميم عدداً كبيراً من القرى في منطقة حوض اليرموك، من بينها عابدين وكويا والشجرة وسحم الجولان والمال وجملة ونافعة وعين ذكر وبيت أره ومعرية.

وفي تعليقه على هذا التعميم، أوضح الباحث حسام البرم في حديث خاص لمنصة SY24، أن مجرد انتشار هذا التعميم بين أهالي المحافظة يؤكد مصداقيته، مشيراً إلى أن الجانب الروسي يحرص على تجنب المواجهة المباشرة مع الميليشيات الإيرانية، ولهذا السبب، يتم إصدار التعميمات والتعليمات بشكل شفهي، حيث يكفي مجرد انتشار الإشاعة ليتمكن الروس من جمع المعلومات المتعلقة بوجود لاجئين لبنانيين في المنطقة، وذلك بهدف منع وجود عناصر راصدة تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني.

وأضاف البرم في تحليله للدور الروسي في المنطقة، أن التطورات والتجارب في درعا أثبتت أن الروس دخلوا المنطقة بصفتهم ضامنين للجانب الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه منذ عام 2018، انحصر الحضور الروسي في الجنوب السوري على الملفات المرتبطة بالجانب الإسرائيلي فقط، في حين غابوا عن باقي الملفات.

ولفت إلى أن النشاط الروسي في الجنوب أصبح ملحوظاً في الوقت الحالي، رغم انشغال روسيا بحربها على أوكرانيا.

وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر أخرى عن أن قوات النظام والأجهزة الأمنية تتخذ إجراءات مشددة تتضمن عمليات تفتيش دقيقة للسيارات اللبنانية، حتى تلك التي تتواجد في مناطق بعيدة عن خط وقف إطلاق النار.

وتزامن هذا التعميم مع تطورات ميدانية لافتة، حيث شهدت المنطقة خلال الساعات الماضية دوي انفجارين، يُرجح أنهما ناتجان عن اعتراض إسرائيلي لمسيرتين قبل وصولهما إلى أهدافهما.

كما تداولت وسائل إعلام، من بينها صحيفة الشرق الأوسط، أنباءً عن قيام القوات الروسية بعمليات تفتيش في تلال حوض اليرموك للتأكد من خلوها من عناصر ميليشيات “حزب الله” والميليشيات الإيرانية.

وفي هذا الصدد، قال المحلل الاستراتيجي أحمد الحمادي لمنصة SY24: “هنا يجب أن نفصل بين التشكيلات الميليشياوية الإيرانية من جهة  بين المدنيين الذين فروا من القتال في الساحة اللبنانية حيث تستهدف إسرائيل ميليشيات الضاحية، فمن جهة الميليشيا العسكرية الإيرانية رصدنا في غضون الأسابيع الفائتة عدة حالات منها إخلاء تل الحارة من قبل الروس بعد أن تمركزت فيه الميليشيا الإيرانية، وكذلك حلول و تمركز ميليشيا الحشد الشعبي العراقي مكان عناصر ميليشيا حزب الله الذين انسحبوا وعادوا للبنان”.

وأضاف، “أن ما جرى أمس من إسقاط طائرتين مسيرتين في ريف درعا الغربي يدل على أن الميليشيا الإيرانية مازالت متواجدة في المنطقة وفي محافظة القنيطرة، وإن كان هناك مساعي روسية جدية لتقليص النفوذ الإيراني فيهما فالتقليص لا يعني الإنهاء التام كما هو معروف، فالتقليص يعني إبقاء النفوذ الإيراني ولكن بدرجة قد تكون أقل، و لا أظن بأن روسيا تسعى لإنهاء الوجود الميليشياوي الإيراني”.

وتابع موضحاً: “أما بالنسبة للنازحين اللبنانيين وهم في حالة إنسانية لا يحسدون عليها،  لا أتوقع بأنهم سيتوجهون لمحافظة درعا، ومازالت كلمات رواديدهم التي تدعو لمحو درعا وقتل و تهجير سكانها تطن في آذان أهل درعا ومازالوا يرددونها في لطمياتهم، لذا لا أظن بأن خيارهم سيقع على محافظة درعا لتكون الملجأ الآمن لهم وهم يعرفون في قرارة أنفسهم بأنهم غير مرغوب فيهم في درعا وريفها، بالإضافة إلى أن المحافظة غير آمنة لهم ولا لمن يدعم نظام الأسد الذي لم يتمكن منذ التسويات من بسط سلطته عليها، فكيف بمن يفر لتحقيق أمانه من أعمال قتالية أن يستقر في منطقة غير أمنة عليه وعلى عائلته؟”.

وزاد قائلاً “ما يخص التوجه والإجراءات الروسية إن كانت فعلا صدرت وطبقت بخصوص منعهم من الإقامة في المنطقة الغربية، فسيكون إجراء يحسب لهم بأنه جديد ضد حاضنة عدوة من عدو أيضا قتلنا وقصف ويقصف مدننا و بلداتنا، وقد يكون ذلك بطلب إسرائيلي وفقا للتفاهمات الروسية الإسرائيلية، ولا ننسى بأن هناك خط أحمر متصل دائما ما بين قاعدة حميميم الروسية وتل أبيب”.

وأشار إلى أنه لا بد من التنويه و القول، إنه ربما الأوامر التي صدرت عن قيادة جيش نظام الأسد لقطعاتها العسكرية المنتشرة على الحدود بعدم الرد على التحرشات الإسرائيلية، قد يندرج في هذا السياق على الرغم من وصف نتنياهو لبشار الأسد بأنه قواد وجبان وحذّره من مغبة الرد على التوغلات الإسرائيلية المتكررة”.

وختم بالقول، إنه إن وجدت بعض العائلات النازحة هنا أو هناك في أرجاء المحافظة فلا ضير من ذلك على ان يكون تواجدهم مؤقتا لحين انتهاء القصف الإسرائيلي فقط، وليعودا مباشرة بعدها إلى لبنان، حسب تعبيره.

وتعكس هذه التطورات المخاوف المتزايدة من محاولات إيران وحلفائها تعزيز وجودهم العسكري في جنوب سوريا، خاصة في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية.

وتسعى روسيا من خلال هذه الإجراءات إلى منع تحول المنطقة إلى ساحة مواجهة محتملة بين إسرائيل والميليشيات المدعومة من إيران، في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، حسب مراقبين.

يذكر أن منطقة حوض اليرموك تكتسب أهمية استراتيجية خاصة نظراً لموقعها الجغرافي المحاذي لكل من إسرائيل والأردن، مما يجعلها محط اهتمام القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري.

مقالات ذات صلة