عمال الزيتون في إدلب وعفرين.. تفاوت الأجور والمخاطر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع بداية شهر تشرين الأول، ينطلق المزارعون وعمال الزيتون في إدلب وعفرين لجني محصول الزيتون، كونها فرصة عمل موسمية ينتظرها كثير من العمال والعاملات لتأمين مصدر دخل لهم، وسط قلة فرص العمل والغلاء المعيشي وتردي الوضع الاقتصادي.

تفاوت الأجور بين إدلب وعفرين:

في موسم قطاف محصول الزيتون، تختلف أجور العمال بشكل ملحوظ بين مناطق إدلب وعفرين، ما يثير استياء الكثير من العاملين الذين يعتمدون على هذه الفرصة السنوية، ففي ريف حلب وعفرين، يتقاضى العمال أجرًا يوميًا يصل إلى 150 ليرة تركية مقابل عشر ساعات عمل تبدأ مع شروق الشمس وتستمر حتى الخامسة مساءً.

اتفاق العمل بالحصة في بعض المناطق:

هناك نمط آخر للعمل قائم على الاتفاق بين صاحب الأرض والعمال، حيث يحصل العمال على حصة من المحصول بدلاً من أجر ثابت، يشرح “أبو محمد”، أحد العمال في ريف عفرين، أنه مع زملائه الأربعة يقطفون ستة شوالات من الزيتون لصاحب الأرض مقابل شوال واحد يحتفظون به لأنفسهم، و”الشوال” هو كيس كبير يتسع لحوالي 50 إلى 60 كيلوغرام من الزيتون، وهو ما يحدد مدى استفادة العمال من هذه الطريقة وفقًا لوفرة المحصول.

ثلث أجور القطاف تذهب للشاويش:

أما في إدلب وريفها، تتراوح أجور عمال الزيتون بين 120 إلى 200 ليرة تركية للعامل الواحد مقابل يوم عمل يستغرق أكثر من ثماني ساعات متواصلة، في هذه المناطق، تتعاقد بعض ورش القطاف مع “شاويش” يملك سيارة لنقل العمال إلى الحقول، ويأخذ نسبة تصل إلى خمسين ليرة من أجر كل عامل، مما يزيد من تكلفة العمالة عليهم.

لقمة مغمسة بالدم“:

يتقاضى عمال الزيتون في المناطق القريبة من خطوط التماس مع النظام أجورًا أعلى بسبب المخاطر التي يواجهونها، في منطقة جبل الزاوية، تضطر “أم أسعد” إلى السماح لابنها بالعمل ضمن ورش القطاف في منطقة “معربليت”، حيث يحصل على أجر يومي يصل إلى 300 ليرة تركية، لكن الأم تشعر بقلق كبير، إذ يعتبر هذا العمل محفوفًا بالمخاطر بسبب استهداف قوات النظام للمدنيين في تلك المناطق، ما يعرض حياتهم للخطر المستمر.

إذ يتزايد خطر القصف والطيران المسيّر على المزارعين مع بداية موسم الزيتون، فضلاً عن المخاطر الناتجة عن مخلفات الحرب، مما يعرض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر حسب تقارير مفصلة رصدتها منصة SY24 منذ بدء الموسم.

وأكد المراسل، أن المزارعين في ريف إدلب الجنوبي يواجهون تحديات كبيرة لكسب لقمة العيش في ظل ظروف أمنية خطيرة. حيث يعتبر موسم الزيتون أحد أهم مصادر الدخل في المنطقة، إلا أن استمرار القصف والمخاطر الناتجة عن مخلفات الحرب يعيق استغلال هذه المحاصيل الحيوية.

العاملات ودورهن في موسم القطاف:

تلعب النساء أيضًا دورًا هامًا في موسم قطاف الزيتون. حيث يشكلن فرق عمل جماعية لدعم أسرهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

“أم سعيد”، مهجّرة من ريف حلب. تعمل في الزراعة منذ سنوات لتعيل أسرتها المكونة من خمسة أطفال، بعد وفاة زوجها نتيجة قصف سابق. تقول إنها والعاملات معها يقضين ساعات طويلة في الحقول وسط ظروف قاسية. محاولاتٍ تأمين قوت يومهن وبعض الزيتون لأسرهن قبل انتهاء موسم القطاف.

إذ يعد موسم الزيتون بالنسبة للكثيرين فرصة عمل سنوية حاسمة. ورغم الأجور المتفاوتة والاستغلال الذي يتعرضون له. يعتمد آلاف العمال في إدلب وعفرين على هذه الأيام المحدودة لتأمين احتياجات أسرهم، وتجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تحيط بهم.

وفي ظل تصاعد التهديدات الأمنية. يبقى موسم الزيتون مصدر رزق محفوف بالخطر لأهالي إدلب، وعلى الرغم من جهود المنظمات الإنسانية لرفع الوعي. فإن التحدي الأكبر هو وقف الاعتداءات وتأمين بيئة آمنة للمزارعين وعمال الزيتون تمكنهم من جني محاصيلهم دون المخاطرة بحياتهم.

مقالات ذات صلة