كشفت صور أقمار صناعية عن قيام الجيش الإسرائيلي بحفر خندق ضخم بطول سبع كيلومترات على الحدود مع سوريا، وذلك في تصعيد جديد يحمل إشارات على تحركات استراتيجية عميقة بالمنطقة.
ووفقاً لما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، يمتد هذا الخندق في بعض الأماكن إلى داخل الأراضي السورية، ما يعكس مؤشرات لتوتر متزايد في منطقة تشهد بالفعل اضطراباً مستمراً.
خندق بعمق 20 متراً.. تحرك أم استباق؟
تُظهر الصور الجوية أن عرض الخندق يصل في بعض المواقع إلى 20 متراً، مما يشير إلى تحصين دفاعي ضخم يهدف على ما يبدو إلى تعزيز الخطوط الأمامية لإسرائيل على طول الحدود مع سوريا.
ويرجح مراقبون أن هذا الخندق يمثل جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع لتعزيز استعداداتها ضد أي تهديدات محتملة، خصوصاً مع انتشار المجموعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله، في جنوبي سوريا.
حدث جديد سبقه توغل بري
شهدت المنطقة قبل أيام توغلاً للقوات الإسرائيلية داخل الأراضي الزراعية الحدودية مع الجولان المحتل، بمشاركة عربات مصفحة ودبابات “ميركافا”.
وأفادت مصادر محلية خاصة حينها لـ”SY24″ أن الجيش الإسرائيلي قام بتجريف الأشجار ورفع سواتر ترابية للتمركز فيها، وسط صمت واضح من النقاط العسكرية التابعة للنظام السوري.
و يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي ضمن سلسلة عمليات متكررة تستهدف مواقع في العمق السوري تزامناً مع التوترات المتصاعدة على الجبهة اللبنانية.
خبراء: إسرائيل تستعد لجبهة قتال جديدة
حايد حايد، الباحث في مركز تشاتام هاوس، يرى أن هذه الخطوة تأتي في سياق استراتيجية إسرائيلية لتدعيم دفاعاتها في مواجهة الجبهة الجنوبية لسوريا، حيث تتزايد المخاوف من احتمالات التصعيد.
وأضاف أن إسرائيل تتعامل مع هذه المنطقة بحذر نظراً للوجود الإيراني المتنامي، ما قد يخلق جبهة مواجهة إضافية في أي لحظة.
مخاوف إقليمية من التصعيد
من جهته، أوضح تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط، أن المخاطر تتزايد مع تعقّد المشهد الإقليمي.
وأشار إلى أن بشار الأسد يسعى جاهداً لإبقاء سوريا بعيدة عن أي تصعيد جديد، لكن هذا التوازن يبدو هشاً، وقد لا يصمد طويلاً في ظل تصاعد التحركات العسكرية على جانبي الحدود.
تحركات إسرائيلية تحت أنظار الأمم المتحدة
بدوره، أكد غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) رصدت نشاطاً إنشائياً إسرائيلياً مكثفاً في محيط المنطقة المنزوعة السلاح، شمل تحريك دبابات وجرافات عبر خط وقف إطلاق النار نحو منطقة الفصل.
هذا النشاط أثار تساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية ومدى التزامها باتفاقات فض الاشتباك التي أُبرمت عقب حرب أكتوبر 1973.
إلى أين تتجه الأوضاع؟
تثير هذه التطورات تساؤلات عميقة حول مستقبل المنطقة، في وقت تعيش فيه الحدود السورية-الإسرائيلية حالة توتر غير معلن لكنها قد تنفجر في أي لحظة
وبينما يترقب العالم التطورات عن كثب، يبدو أن الحدود الهادئة ظاهرياً تخفي تحتها سيناريوهات مفتوحة على احتمالات تصعيد قد يعيد رسم خارطة التحالفات والمعادلات الإقليمية.