المدارس في المخيمات.. خيام بلا مستقبل وتعليم بلا موارد

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في زحمة التحديات الحياتية، يبقى التعليم أملًا يتجدد يوميًا للأطفال في المخيمات، رغم قسوة الظروف ونقص الإمكانيات، ومع افتقار المخيمات إلى بنية تعليمية مناسبة ودعم متكامل، يتحول هذا الحق الأساسي إلى مطلب صعب المنال، تاركًا الأطفال في مواجهة مصير محفوف بالعوائق.

نقص الكوادر والمناهج التعليمية:

تواجه معظم المدارس في المخيمات تحديات كبيرة في جذب الكوادر المؤهلة بسبب الظروف القاسية ونقص الدعم المالي، يقول المعلم “خالد الأحمد” الذي يعمل في إحدى المدارس المؤقتة في مخيم قريب من الحدود السورية التركية: “نحن نحاول بجهدنا القليل توفير التعليم للأطفال، لكننا نفتقر إلى المعلمين المدربين والكتب والمواد الأساسية”، ويضيف: أن “التعليم حق لكل طفل، لكن الإمكانيات الحالية لا تكفي لتحقيق ذلك”.

بيئة تعليمية غير مناسبة:

غالبًا ما تكون مدارس المخيمات مجرد خيام قماشية أو غرفًا مؤقتة، تفتقر إلى المقاعد الدراسية والسبورة وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها المدرس لتعليم طلابه، الطفلة “سارة”، البالغة من العمر عشر سنوات، تقول وهي تشير إلى خيمتها: “أحلم أن أتعلم في صف جميل، بكرسي وطاولة وكتاب نظيف”.

وبحسب المعلم “خالد”، فإن “الأطفال بحاجة إلى أبسط المقومات، والخيام لا تحميهم من برد الشتاء أو حرارة الصيف، وغالبًا ما تُغرق الأمطار الصفوف، مما يجبرنا على تعطيل الدراسة في أيام عديدة”.

التسرب من المدارس:

بسبب الفقر والظروف المعيشية القاسية، يضطر كثير من الأطفال للعمل لمساعدة أسرهم، مما يؤدي إلى تسربهم من المدارس، تشير التقديرات إلى أن نسبة التسرب في بعض المخيمات تتجاوز 40%، وهو ما يعكس حجم الأزمة.

تقول “أم محمد”، والدة لخمسة أطفال يدرسون في مخيم شمالي إدلب: “أتمنى أن يكمل ابني دراسته، لكنه يعمل لمساعدتي في تأمين لقمة العيش بعد وفاة والده”.

وتضيف: “لا أملك المال الكافي لإرساله إلى المدرسة، وهو يشعر بالمسؤولية تجاه إخوته الأصغر منه”. يعكس هذا الوضع مأساة العديد من الأسر، حيث يتحمل الأطفال أعباء الكبار في سن مبكرة. ومما يؤثر سلبًا على مستقبلهم التعليمي والمهني.

جهود رغم قلة الإمكانيات:

تعمل بعض المنظمات على توفير الدعم للمدارس، لكنها جهود محدودة لا تلبي كامل الاحتياجات. تقول “هبة”، مسؤولة عن برامج التعليم في منظمة إغاثية: “نسعى جاهدين لدعم التعليم في المخيمات، لكن الاحتياجات كبيرة جدًا. ونحن بحاجة لدعم متواصل لتوفير بنية تعليمية مناسبة لجميع الأطفال”.

نداء لمزيد من الدعم:

تشير التقارير إلى أن توفير التعليم يحتاج إلى تكاتف الجميع لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة. تقول المعلمة “رهف”، التي تدرس في إحدى المدارس المؤقتة: “الأطفال هنا لديهم طاقات وأحلام. والتعليم هو مفتاح التغيير لهم. لكننا بحاجة إلى دعم أكبر لتأمين صفوف جيدة، ومواد تعليمية، وأيضًا دعم نفسي للأطفال”.

إن التعليم في المخيمات ليس مجرد حاجة، بل هو حق أساسي يضمن للأطفال فرصة للنجاح والخروج من دائرة الفقر. في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها هؤلاء الأطفال. يصبح من الضروري تكاتف الجهود بين الحكومات والمنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية لضمان توفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة. ويتطلب ذلك استثمارًا حقيقيًا في البنية التحتية التعليمية وتوفير الكوادر المؤهلة والمناهج التعليمية.

مقالات ذات صلة