كارثة بيئية أَم “حرائق مفتعلة” تضرب ريف حمص الغربي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تتعرض منطقة ريف حمص الغربي لموجة من الحرائق المفتعلة التي التهمت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية واستنزفت موارد السكان. وسط شكوك حول تورط جهات متنفذة في هذه الحرائق المفتعلة المتكررة سنوياً في ريف حمص الغربي.

كارثة بيئية مفتعلة تضرب ريف حمص الغربي:

وامتدت الحرائق، خلال أمس وأول أمس الأحد، التي اندلعت في المنطقة لتطال سلسلة من القرى المتجاورة، بدءاً من قرى بحور وعين الفوار وعين الغارة والمزينة وبلاط، لتمتد لاحقاً إلى قرى حبنمرة والكفرون ونبع كركر.

واستدعى حجم الكارثة تدخلاً استثنائياً تمثل في مشاركة الطيران المروحي التابع للنظام (والذي تأخر لساعات طويلة) في عمليات الإخماد والتبريد، بالتعاون مع وحدات الإطفاء والأهالي الذين هبوا لحماية أراضيهم وممتلكاتهم، وفق الأهالي.

وأجمع سكان المنطقة على أن نمط انتشار الحرائق وتوقيتها يكشف بوضوح عن كونها مفتعلة، خاصة وأنها استهدفت مناطق سياحية في وادي النصارى.

ووجّه الأهالي أصابع الاتهام إلى تجار الحطب، مستشهدين بارتفاع سعر الطن إلى 2.5 مليون ليرة سورية في هذه الأيام، مما يشكل دافعاً اقتصادياً قوياً للمتورطين في إشعال هذه الحرائق.

استجابة متأخرة من السلطات تزيد من غضب الأهالي:

وأثار تأخر الاستجابة الرسمية غضب السكان المحليين، حيث استمرت النيران لأكثر من 20 ساعة قبل السيطرة عليها، مما تسبب بأضرار جسيمة طالت موسم الزيتون الذي يعتمد عليه الكثير من العائلات كمصدر رزق رئيسي.

وانتقد المواطنون غياب الخطط الاستراتيجية لمكافحة الحرائق، مطالبين بضرورة مراقبة المنطقة وملاحقة المتورطين ومحاسبتهم. كما طالبوا بتعويض المتضررين عن خسائرهم التي طالت مصدر رزقهم الأساسي.

وطرح المراقبون تساؤلات حول سبب استهداف هذه المنطقة تحديداً، وعدم الإفصاح الرسمي عن الطبيعة المفتعلة للحرائق، مما يعزز الشكوك حول وجود مخطط منظم يستهدف المنطقة وسكانها.

شبهات مفتعلة وتحليل أسباب افتعال الحرائق:

وحول ذلك، قال الناشط السياسي والحقوقي، مالك عبيد. لمنصة SY24: “يعد الريف الغربي لمحافظة حمص هو الأغنى بالغطاء النباتي. حيث تكثر فيه الأشجار الحراجية وأشجار الزيتون والأشجار المثمرة. كما ويعتبر مقصداً هاماً للسياحة بالنسبة للسوريين. كون هذه المنطقة لها مسحة جمالية رائعة وخاصة في هذه المنطقة التي تسمى بوادي النصارى أو بوادي النظارة لما يسر له الناظر لجمالها. وهي تعتبر معقلاً هاماً للنصارى السريانيين والمسيحيين بشكل عام، ولها خصوصية لدى النظام باعتباره حامي للطوائف ويعتبرها خطاً أحمر لا يجوز المساس بها، وذلك لتصدير هذه الفكرة للعالم بأنه هو حامي للطوائف”.

وأضاف: “إلا أن النظام وفي الآونة الأخيرة ونتيجة الغنى الفاحش لبعض التجار الذين يتاجرون بالممنوعات والمخدرات ولهم صلة بالنظام. افتعلوا تلك الحرائق التي التهمت الأخضر واليابس، ووصل الضرر إلى إحراق عشرة الآلاف دونم وهي مساحة كبيرة. حيث تباطأت فرق إخماد الحرائق عمدا لتكون المساحة أكبر وأشمل، وبالتالي تكون جرداء وجاهزة لهؤلاء التجار لشرائها بأثمان بخسة من أصحابها. وذلك لإشادة الأبنية الفارحة والفيلات، ولتبيض تلك الأموال لهؤلاء التجار”.

وتابع: “لقد تعالت أصوات كثيرة من الطائفة المسيحية السريانية بتوجيه أصابع الاتهام إلى هؤلاء التجار المرتبطين بالنظام ارتباطاً وثيقاً بافتعال تلك الحرائق، وهنا بدأت تتآكل شعبية النظام وحاضنته في تلك المنطقة الحساسة التي تعتبر معقلاً للسريانية”.

وأشار إلى أنه وفي مشهد استعراضي. قام النظام بإرسال بعض الطوافات في النزع الأخير من انتهاء الحريق. ليثبت لحاضنته من هذه الطائفة وللعالم الخارجي بأنه قام بإخماد هذا الحريق الكبير. وليظهر نفسه بطلاً في نهاية المشهد المأساوي. ونتيجة لهذا المشهد بدأت هذه الطوائف تتحسس رؤوسها نتيجة هذه الممارسات البشعة التي أنهكت سوريا والسوريين بجميع طوائفهم خدمة لهذه الثلة. والتي قامت ببناء برجها العاجي على استغلال مقدرات هذه البلاد وعلى جماجم السوريين. والاستيلاء على ممتلكاتهم وتهجيرهم إلى دول العالم بلا عودة، حسب كلامه.

وختم قائلاً: “إن ما بُني على الباطل فهو باطل. ولابد تعود الحرية والديمقراطية والشرعية للشعب السوري مهما تكالبت عليه قوى الشر والعدوان”.

فيما يؤكد محللون وناشطون لمنصة SY24. على أن أصابع الاتهام في افتعال هذه الحرائق توجّه إلى المتنفذين في الميليشيات التي تتبع للنظام السوري، والمتعاملين بشكل خاص مع “تجار الأخشاب”.وعلى اعتبار أن هذه الحرائق ليست بجديدة بل تتكرر بين فترة وأخرى.

وتأتي هذه الحرائق في سياق نمط متكرر يشهده ريف حمص الغربي كل عام في نفس التوقيت تقريباً. مما يؤكد الطبيعة المنهجية لهذه الحوادث التي تهدد الأمن الغذائي والاجتماعي للمنطقة، بحسب سكانها.

مقالات ذات صلة