طالب صيدلة يحوّل شغفه إلى مشروع مميز لدعم دراسته

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة، تمكن طالب صيدلة في إدلب من تحويل شغفه بصناعة الريزن إلى مشروع فني مبتكر يدعم تكاليف دراسته الجامعية، ليحقق من خلاله استقلالية مالية رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الشباب في المنطقة.

 

تحديات الطلاب في تأمين تكاليف الدراسة في إدلب:

 أصبح خيار العمل ضرورةً ملحّةً لطلاب الجامعة في إدلب، الذين يسعون جاهدين لتغطية تكاليف دراستهم من أقساط وأجور مواصلات واحتياجات أخرى “بكور عمر” 21 عاماً، واحداً منهم طالب كلية الصيدلة في جامعة إدلب، دفعه هذا الوضع إلى افتتاح مشروعه الخاص قبل أشهر في مجال صناعة الريزن، حيث استغل موهبته ليبدع في إنتاج قطع فنية مميزة.

انطلق مشروعه من منزله في مدينة الدانا. وبالرغم من التحديات استطاع أن يكوّن قاعدة زبائن كبيرة في المنطقة، ليصبح مشروعه الصغير خطوةً نحو تحقيق استقلالية مالية تساعده في استكمال دراسته وتحقيق طموحاته.

يؤكد “بكور”  في حديثه إلينا أن تكاليف المرحلة الجامعية تثقل كاهل الطلاب في إدلب، حيث تتجاوز الأقساط السنوية لكلية الصيدلة 600 دولار، فضلاً عن مصاريف أخرى كأجور المواصلات وثمن المحاضرات والكتب والمستلزمات الدراسية المتنوعة، في ظل محدودية دخل الأسر المحلية، تصبح هذه التكاليف عبئاً كبيراً، مما يضطر الكثير من الطلاب إلى البحث عن عمل يسهم في تأمين مصدر دخل يكفيهم لتغطية احتياجاتهم الدراسية.

وبالنسبة لـ “بكور”، لم تكن الخيارات واسعة أمامه، إذ يعاني سوق العمل من ندرة في الفرص، والمشاريع الإنتاجية تحتاج إلى رأس مال ليس في متناول الشباب، ومع ذلك، استوحى فكرة مميزة ليبدأ من خلالها مشروعه في صناعة الريزن، متحدياً الظروف المادية الصعبة.

تحويل الشغف إلى مصدر دخل في مجال صناعة الريزن:

توصل الشاب العشريني، بعد بحث وتفكير طويل، إلى فكرة صناعة مجسمات صغيرة من مادة الريزن على هيئة أحرف، والتي تحظى بإقبال كبير كقطع هدايا وتذكارية أو زينة للمنازل والمكاتب، وتمتاز هذه المجسمات بمظهرها الجمالي الجذاب، حيث يدمج “بكور” الألوان والأشكال ليخلق تصاميم فريدة تلقى إعجاب الزبائن، مما جعلها خياراً مميزاً لكل من يرغب في إهداء قطعة فنية تحمل طابعاً شخصياً وتضيف لمسة جمالية للمكان.

يقول “بكور” في حديثه إلينا: “تعلمت من الإنترنت، وشاهدت مقاطع تعليمية حول فن الريزن وطريقة العمل، ثم بدأت بالتجربة  فشلت في البداية، لكنني واصلت المحاولة حتى نجحت وانطلقت، عندها أردت أن أتميز عن غيري من الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، فقررت التخصص في صناعة استاندات مضيئة على شكل أحرف تشكل أسماء وعبارات، مزينة بالورد والألوان واضفت إليها القاعدة الخشبية والإنارة للحصول على مظهر جذاب وفريد ومختلف عن باقي القطع الموجودة في الأسواق”، ويضيف أن هذه القطع لاقت إقبالاً واسعاً من محبي هذا الفن، الذين يبحثون عن هدايا مبتكرة تزيّن منازلهم أو مكاتبهم بأسلوب مميز.

ميزات مشروع الريزن وتأثيره على السوق المحلي:

بالنسبة للأسعار، يعتبر بكور أنها مناسبة جداً مقارنة بالتكاليف، إذ يمكنه إنجاز اسم من خمسة أحرف تقريباً بقيمة 300 ليرة تركية، وقد تصل تكلفة القطعة إلى 650 ليرة، أي ما يعادل حوالي عشرين دولاراً، بحسب عدد الأحرف أو طول العبارة المطلوبة، يقول بكور: “الشخص يمكنه شراء هدية مميزة مصنوعة خصيصاً لأجله بعشرين دولار فقط”. وقد لاقت هذه القطع إقبالاً من قبل الخريجين، خاصة الأطباء والمهندسين، الذين يرغبون في الاحتفاظ بأحرف أسمائهم كتذكار، كما أنها تعد خياراً مميزاً لهدايا المناسبات مثل النجاح  الخطوبة الزفاف حيث تضيف لمسة شخصية وفريدة.

تحديات توفر المواد الخام واستمرارية الإنتاج:

واجه بكور تحديات عديدة في مشروعه كانت أبرزها قلة توفر المواد الخام وارتفاع أسعارها في إدلب، ويقول: إن “أسعار مادة الريزن والقوالب والألوان ومواد الزينة مرتفعة جداً، كما أن الحصول عليها ليس بالأمر السهل، إذ تقتصر المتاجر التي تبيع هذه المواد على محلين فقط في المنطقة، ويضيف أن شحن المواد من تركيا يستغرق وقتاً طويلاً، مما يشكل عائقاً أمام استمرارية العمل ويؤدي إلى تأخير تسليم الطلبات في مواعيدها المحددة، وهو ما يضعه أمام ضغوط إضافية تتطلب منه جهداً مضاعفاً للحفاظ على جودة خدماته وإرضاء زبائنه.

رغم الصعوبات التي واجهها، يواصل الشاب عمله بشغف وإصرار، مؤمناً بأن مشروعه الصغير في صناعة الريزن ليس فقط مصدر دخل يغطي نفقات دراسته، بل هو خطوة نحو تحقيق حلمه بالتميز والإبداع في مجاله، يمثل مشروعه مثالاً للشباب في إدلب الذين يواجهون تحديات كبيرة، لكنهم يسعون لتحقيق طموحاتهم بإرادة قوية، مؤكدين أن الظروف الصعبة لن تعيق طموحهم في بناء مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة