بين نفي وتأكيد.. أزمة أدوية “اللشمانيا” تثير جدلا في الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

تفيد الأنباء الواردة من مدينة الرقة شرق سوريا، بتصاعد معاناة الأهالي مع انتشار مرض اللشمانيا. وسط نقص حاد شكل أزمة في أدوية اللشمانيا في الرقة والعلاجات اللازمة، الأمر الذي يسلط الضوء على الوضع الصحي المتردي في المدينة. ليثير جدلا في الرقة شرق سوريا.

الوضع الصحي المتردي ونقص الأدوية في الرقة:

وأفاد سكان محليون أن المراكز الصحية في المنطقة تعاني من نقص شديد في الأدوية المخصصة لعلاج اللشمانيا، على الرغم من تزايد حالات الإصابة، خاصة بين الأطفال.

وعبّر السكان المحليون عن استيائهم من الوضع الصحي المتردي، وسط الشكوى من عدم توفر الأدوية في المراكز الصحية رغم الوعود المتكررة بتوفيرها مجاناً.

وفي هذا السياق، روى أحد المواطنين تجربته في أحد المراكز الصحية قائلاً: “ذهبنا على أساس أن كل الأدوية متوفرة ومجانية، لكن لم نجد شيئاً من ذلك، فالمراكز أصبحت مجرد أماكن لشرب الشاي والدردشة”، وفق تعبيره.

وتتعدد قصص المعاناة بين السكان، حيث تشارك إحدى الأمهات تجربتها قائلة: “في العام الماضي، استمريت في اصطحاب ابني لمدة شهر تقريباً من أجل اللقاحات، ولم نستفد شيئاً سوى العذاب، وعندما استشرنا طبيبة في حلب، وصفت لنا دواءً أظهر تحسناً من أول استخدام”.

جهود المراكز الصحية المحدودة:

وأوضح بعض الأهالي أن الأزمة تفاقمت بعد توقف منظمة “المونيتور” عن تقديم الدعم للأدوية مع بداية العام.

وفي هذا الصدد، يدافع مسؤولو المركز عن أنفسهم ضد اتهامات بيع الأدوية للصيدليات، داعين من لديه أدلة على ذلك إلى التقدم بها إلى لجنة الصحة، حسب ما تم تداوله.

ورغم الأزمة، تتوفر بعض الخدمات العلاجية في المنطقة، منها في مركز مفرق الجزرة يقدم لقاح اللشمانيا مجاناً يومي الإثنين والخميس، مستوصف سيف الدولة يخصص يوماً أسبوعياً لعلاج المرضى، بنك الدم يساهم في تقديم بعض الخدمات الطبية، بحسب ما أفاد به بعض سكان المدينة.

ويلاحظ السكان انتشاراً متزايداً للمرض في مناطق مختلفة، خاصة في المناطق المحيطة بمستوصف سيف الدولة، في حين يؤكد المراقبون على ضرورة توعية الأهالي بأهمية التوجه إلى المراكز الصحية فور ظهور أعراض المرض.

اختلاف الآراء حول توفر الأدوية:

وفي السياق، فإن بعض المرضى يواصلون علاجهم رغم الصعوبات، حيث يشير أحد الأهالي إلى تجربته قائلاً: “كان ابني يتلقى العلاج في المشلب، وعندما توقف البرنامج هناك، تم توجيهنا إلى مركز الرشيد الصحي لاستكمال العلاج”.

ودافع أحد الأشخاص (فضّل عدم ذكر اسمه) في حديثه لمنصة SY24، عن المراكز الصحية المنتشرة في المدينة. مؤكدا أن أجور الطبابة عالية جدا ليس في الرقة فقط بل في كل سوريا. لكن بالنسبة للمراكز الصحية فهي منتشرة في كل أرجاء الرقة. كما أن أدوية اللشمانيا متوفرة بشكل كبير لأنها تأتي من وزارة الصحة التابعة للنظام السوري. وفق ادعاءاته.

وادّعى أنه على اطلاع تام بهذا الأمر وأن ما جاء في شهادات عدد من السكان حول عدم توفر أو نقص أدوية اللشمانيا لا أساس لها من الصحة، وفق كلامه.

بالمقابل، أكد ناشط سياسي من أبناء الرقة (فضّل عدم ذكر اسمه). أن كل من يحاول الترويج بأن القطاع الصحي جيد والأدوية متوفرة هو من المحسوبين على السلطة الحاكمة. وبالتالي لا يجرؤ على التحدث بالمعاناة التي يعانيها المرضى والقطاع الصحي بشكل عام في الرقة وما حولها. حسب ما تحدث به لمنصة SY24.

مطالبات بدعم القطاع الصحي في الرقة:

وتتفاقم الأزمة الصحية في المنطقة مع معاناة فئات أخرى من المرضى. ومنهم مرضى السكري الذين يواجهون صعوبات في الحصول على أدويتهم. إضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من نقص في الرعاية الطبية. كما يشكل الأطفال الفئة الأكثر تضرراً من انتشار مرض اللشمانيا.

ويطالب الأهالي بضرورة توفير الأدوية اللازمة في جميع المراكز الصحية. وإن زيادة الدعم من المنظمات الإنسانية والصحية، تحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة، وتفعيل برامج التوعية الصحية في المنطقة.

وبين النفي والتأكيد في ما يخص أزمة أدوية اللشمانيا أو توفرها من عدمه في المراكز الصحية داخل الرقة. تتعالى الأصوات مطالبة بتدخل المنظمات الإنسانية والصحية لدعم القطاع الصحي في الرقة وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة. خاصة مع تزايد المخاوف من تفشي المرض بين الأطفال وانتشاره في مناطق جديدة.

وفي وقت سابق من الاسبوع الفائت أوردت منصة SY24 مقالاً بعنوان: “بين التأكيد والنفي.. كارثة صحية تلوح في مخيم الهول

مقالات ذات صلة