يواجه طلاب الحسكة شرق سوريا أزمة حادة في نقص الكتب المدرسية مع بداية العام الدراسي، وسط ارتفاع أسعارها، مما يزيد من أعباء الأسر ويهدد التعليم في المنطقة.
وأظهرت الإحصائيات الرسمية أن المدارس في المحافظة بحاجة إلى 400 ألف كتاب مدرسي، في حين لم يصل منها سوى 100 ألف كتاب فقط، مما خلق عجزاً كبيراً يقدر بـ 300 ألف كتاب.
وفي ظل هذا النقص الحاد، تحولت الكتب المدرسية إلى سلعة تجارية مربحة في المكتبات الخاصة، حيث يتراوح سعر النسخة الواحدة بين 110 آلاف و165 ألف ليرة سورية، مما يشكل عبئاً إضافياً على كاهل الأسر السورية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
نقص الكتب المدرسية وتأثيره على الطلاب:
وحول ذلك، قال مضر الأسعد المنسق العام لمجلس القبائل والعشائر السورية. (ابن محافظة الحسكة) لمنصة SY24: “أن الواقع التعليمي سيء جدا في مدارس الحسكة. بسبب الفوضى والإهمال وبسبب تدمر أغلب المدارس أو تحولها إلى مقرات عسكرية. كما أن هناك بعض المدارس تحولت لأماكن لإيواء النازحين. كما أن هناك أكثر من جهة تدير العملية التعليمية في الحسكة وعلى رأسها قوات قسد والنظام السوري”.
من جهته، أوضح مدير عام المطبوعات والكتب المدرسية التابع للنظام السوري، أن دفعة جديدة من الكتب تقدر بنحو 100 ألف نسخة ستصل إلى المحافظة قريباً، حسب زعمه.
وأضاف أن المؤسسة تنتظر حالياً الموافقات اللازمة من الجهات المعنية لإتمام عملية الشحن، مشيراً إلى أن الظروف الراهنة حالت دون وصول الدفعة الثانية من الكتب في موعدها المحدد. وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” الموالية للنظام.
دور قسد والنظام السوري في إدارة العملية التعليمية:
وفي هذا الجانب اعتبر مضر الأسعد: “أن النظام يعاني معاناة كبيرة جدا من نقص الورق ومن عدم وجود المطابع واللوجستيات الأخرى التي تؤخر وصول الكمية المطلوبة من الكتب إلى مدارس الحسكة”.
ولفت إلى أن التنافس الكبير الحاصل بين المناهج الدراسية سواء التابعة لقسد (الإدارة الذاتية) أو تلك التي تتبع لحكومة النظام السوري. يلعب دوراً سلبياً في سير العملية التعليمية في مدارس الحسكة، وفق تعبيره.
وأكد على أن مديرية التربية في الحسكة باتت ضعيفة وغير قادرة على إدارة المدارس وخاصة في الأرياف والبادية. بسبب نقص السيولة المادية وعدم توفر السيارات للتنقل. إضافة إلى التنافس بين قسد والنظام حول من سيفرض منهاجه أولاً على الطلاب في تلك المدارس، حسب وجهة نظره.
وتثير هذه الأزمة تساؤلات عديدة حول قدرة النظام التعليمي على توفير المستلزمات الأساسية للطلاب، خاصة في ظل استمرار الصعوبات اللوجستية والتحديات الأمنية التي تواجه عمليات نقل وتوزيع الكتب المدرسية في المناطق الشرقية من سوريا.
ارتفاع الأسعار وتأثيره على الطلاب:
بدوره، حذّر الناشط الميداني أبو عبد الله الحسكاوي في حديثه لمنصة SY24، من تبعات استمرار أزمة الكتب المدرسية في الحسكة. لافتا إلى أنها قد تؤدي إلى تراجع مستوى التحصيل العلمي للطلاب نتيجة عدم توفر المواد التعليمية الأساسية. وصعوبة متابعة المنهج الدراسي بشكل منتظم ومتكامل. إلى جانب زيادة الفجوة التعليمية بين الطلاب الذين يستطيعون شراء الكتب من المكتبات الخاصة وأولئك الذين لا يستطيعون”.
ورأى أن الأزمة ستؤدي كذلك إلى إرهاق ميزانيات الأسر السورية بتكاليف إضافية لشراء الكتب من المكتبات الخاصة. والأهم والأخطر ظهور سوق سوداء للكتب المدرسية مع ارتفاع أسعارها بشكل كبير. ويضاف إلى ذلك تحول الكتب المدرسية من حق أساسي إلى سلعة تجارية يتحكم بها العرض والطلب، حسب رأيه.
الجدير ذكره، أنه ومع اقتراب موعد افتتاح المدارس كل عام شرق سوريا. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة. يجد الآباء والأمهات أنفسهم في مواجهة تحديات مالية كبيرة لتأمين مستلزمات أبنائهم الدراسية. لتأتي مشكلة تأمين الكتاب المدرسي لتضاعف بدورها من همومهم ومن أعبائهم الحياتية اليومية.