العائدون من لبنان إلى إدلب بلا مساعدات تذكر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

العائدون من لبنان إلى إدلب بلا مساعدات تذكر. حيث تكشف الأخبار الواردة من الشمال السوري عن غياب ملحوظ لأي دور للمؤسسات الموجودة في إدلب في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين العائدون من لبنان وتقديم المساعدات.

وحسب ما أشار إليه الناشطون، فإن حكومة الإنقاذ رحبت في البداية بوصول إلى نازحين عائدين من لبنان. ولكن لم يتم بعدها تقديم أي مبادرة إنسانية أو إغاثية لمساندة العائلات التي وصلت للشمال السوري مؤخراً.

غياب المساعدات والمؤسساتية للعائدين:

ويثير غياب دور الإنقاذ تساؤلات حول أسباب عدم استغلال هيئة تحرير الشام لهذه الأزمة الإنسانية لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، على غرار ما يفعله النظام السوري الذي يستغل الأزمة لصالحه ولصالح الحصول على مزيد من الدعم الأممي ولرفع العقوبات المفروضة عليه بحجج وذرائع مختلفة، كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت أي عائلات سورية قادمة من لبنان قد حاولت الدخول إلى مناطق سيطرة الهيئة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن فريق منسقو استجابة سوريا أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين الوافدين من لبنان حتى 6 تشرين الأول/أكتوبر بلغ نحو 4355 لاجئاً، توزعوا بين مناطق إدلب وحلب، مع توقعات باستمرار تدفق المزيد من العائدين خلال الفترة المقبلة.

دور حكومة الإنقاذ ومنظمات الإغاثة:

واللافت في المشهد الإنساني المتأزم هو الغياب التام لحكومة الإنقاذ عن المشهد، حيث لم تسجل أي تقارير عودة نازحين سوريين إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب، كما لم يرصد أي نشاط أو مساعدات من قبل حكومة الإنقاذ للقادمين من لبنان.

وأوضح مأمون سيد عيسى الناشط في المجال الإغاثي والطبي في حديثه لمنصة SY24: “أن سياسة حكومة الإنقاذ تتمحور حول جمع أكبر قدر ممكن من الموارد والضرائب مع تقليص النفقات إلى الحد الأدنى، لذلك ليس لها دور في الملفات التي تتطلب إنفاقاً، مثل: الدعم الغذائي، دعم الخبز، دعم الكهرباء، تولي أمر النازحين الجدد والقدامى”.

وأضاف: “كشفت المصادر أنه في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وصلت 3 حافلات تقل سوريين عائدين من لبنان إلى معبر عون الدادات من جهة مناطق (درع الفرات). وتشير التقديرات إلى أن عدد العائدين تراوح بين 2000 إلى 3000 شخص عبر معبر أبو الزندين، حيث غادر قسم منهم إلى إدلب، دون تحديد دقيق لأعدادهم. وفي 23 من الشهر نفسه، تم فتح معبر أبو الزندين مجدداً لاستقبال اللاجئين، لكن لم تصدر إحصائيات رسمية عن أعداد القادمين في الدفعات اللاحقة”.

وفي رده على سؤال حول عدم مبادرة حكومة الإنقاذ بمساندة أو مساعدة اللاجئين لاستغلال أزمتهم. أشار إلى أن صفحة وزارة التنمية والشؤون الإنسانية التابعة لحكومة الإنقاذ لم تنشر أي أخبار عن دعم اللاجئين الجدد. باستثناء خبر واحد يتعلق بجولة لمدير الشؤون الإنسانية في منطقة أطمة برفقة مكاتب المديرية للاطلاع على تجهيز مركز إيواء الوافدين ضمن مخيمات مشهد روحين، وفق تعبيره.

رحلة العائدين من لبنان إلى إدلب:

وفي السياق، يواجه العائدون مساراً صعباً في رحلة عودتهم. إذ تبدأ من لبنان مروراً بمناطق النظام عبر معبر المصنع، ثم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وصولاً إلى مناطق المعارضة عبر معبر عون الدادات في ريف حلب الشرقي. قبل أن تعلن الحكومة المؤقتة عن فتح معبر أبو الزندين أمام العائدين من لبنان.

وبحسب ناشطين إغاثيين، فإن غالبية العائدين هم من النساء والأطفال. في حين يضطر الرجال للجوء إلى طرق التهريب خوفاً من الاعتقال من قبل النظام. حيث تصل تكلفة تهريب الشخص الواحد إلى نحو 700 دولار.

وعقدت الحكومة المؤقتة في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024 اجتماعاً للجنة متابعة العائدين. وبحضور وزير الداخلية ومجلس المحافظة وممثلين عن منظمات إغاثية. وأسفر الاجتماع عن تقديم بعض المساعدات المحدودة، حيث تعهدت منظمة “إيدا” بتوفير عيادات متنقلة للرعاية الصحية. كما قدم الدفاع المدني سيارتي إسعاف.

أثر الظروف المعيشية الصعبة على استقرار اللاجئين:

ويقيم معظم العائدين حالياً عند أقاربهم كحل مؤقت، بعد إقامة يوم واحد في مركز إيواء تابع لإحدى المنظمات. في حين يشكل هذا الوضع تحدياً كبيراً نظراً للضائقة الاقتصادية التي يعاني منها السكان المحليون.

وتتفاقم معاناة العائدين مع مشكلة عدم وجود أوراق ثبوتية مع العديد منهم. مما دفع الجيش الوطني إلى إجراء دراسات أمنية سريعة للسماح لهم بالدخول. كما يواجهون تحدي عدم وجود مساكن خاصة بهم في مناطق سيطرة المعارضة. مما يجعل إقامتهم عند الأقارب حلاً مؤقتاً لا يمكن أن يستمر طويلاً، بحسب تقارير متطابقة.

مقالات ذات صلة