أهالي إدلب يتحملون تكاليف باهظة للحصول على مياه الشرب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

منذ منتصف شهر تشرين الأول الماضي، توقفت محطة المياه الرئيسية عن الضخ في مدينة إدلب، مع انتهاء مدة المشروع المقدم من منظمة إحسان الخاص بدعم ضخ المياه للمدينة، وبقي الأهالي على أمل عودة تجدد المشروع، ومنذ أكثر من أسبوعين أصبحت  المدينة تحت رحمة صهاريج المياه العشوائية والتكاليف الباهظة، في وقت يستمر فيه العجز عن إيجاد حل سريع ومستدام، إذ يفرض الوضع الوضع الحالي على الأهالي شراء المياه بأسعار مرتفعة من الصهاريج الخاصة دون ضمان لجودة المياه.

الدعم المتقطع للمحطات يضاعف الأزمة:

بدأت محطة المياه الرئيسية العمل منذ سنوات، بفضل دعم قدمته منظمة “غول”، ما وفر لسكان إدلب مياهاً معقمة وصالحة للشرب بشكل مجاني إلا أن الدعم المقدم من المنظمة توقف، واستمر التشغيل لفترة بدعم من منظمة “إحسان” التي استأنفت العمل في المحطتين حتى منتصف الشهر العاشر من العام الجاري، ومع توقف الدعم الحالي، باتت المدينة تواجه أزمة شديدة في توفير المياه.

ارتفاع أسعار المياه وغياب الرقابة:

في ظل غياب المياه الصالحة للشرب من المحطات الأساسية، استغل أصحاب الصهاريج هذا الوضع، ليصبحوا المورد الرئيسي للمياه في المدينة، ولكن بدون أي ضمان لنوعية المياه المباعة، فضلاً عن الأعباء المالية على الأهالي إذ تتفاوت أسعار المياه حسب الطوابق ويبلغ سعر الألف لتر حوالي 70 ليرة تركية للطوابق الأرضية، و90 ليرة أو أكثر للطوابق العلوية، مع احتمالية اختلاف الأسعار بين صهريج وآخر، هذه التكاليف أثقلت كاهل الأهالي، بالإضافة إلى تسببها بازدحام مروري وضوضاء مستمرة.

معاناة الأهالي مع ارتفاع تكلفة المياه:

“أبو رياض” أحد سكان مدينة إدلب وعامل مياومة بأجر يومي لا يتجاوز مئة ليرة، عبّر عن معاناته في تأمين مياه الشرب لأسرته، يقول: “كل ثلاثة أيام أضطر لشراء مياه من الصهاريج، ما يكلفني تقريباً كل ما أجنيه في يوم كامل”، ويضيف بحسرة: “الوضع صار لا يطاق، فالأسعار ترتفع، ولا نعرف إن كانت المياه حتى صالحة للشرب”.

حديث “أبو رياض” يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه كثير من الأهالي، ممن يجدون أنفسهم مجبرين على تحمّل أعباء إضافية لتوفير أساسيات الحياة.

مشاريع خجولة للطاقة الشمسية.. ودعوات لاستدامة الحلول:

حاولت بعض المنظمات بالتعاون مع مؤسسة المياه دعم مشاريع الطاقة الشمسية لتشغيل المحطات، بهدف توفير ضخ مياه مستدام، لكن هذه الجهود لا تزال متواضعة ولا تلبي حجم الأزمة الراهنة، وتحتاج إلى دعم أكبر لضمان توفير مياه نظيفة ومعقمة للسكان، وفق ما قاله “أحمد حسن درويش”، مهندس كيميائي مختص في مجال المياه والبيئة.

حلول مقترحة.. الطاقة الشمسية وتفعيل نظام الجباية:

أوضح “الدوريش”  لمنصة “SY24” أن الحل الأمثل لأزمة المياه يكمن في تجهيز محطتي سيجر والعرشاني بمنظومات طاقة شمسية لتشغيل المضخات الغاطسة، ويرى أن تفعيل نظام الجباية بتركيب عدادات مياه مسبقة الدفع سيسهم في ضمان استمرارية ضخ المياه، حتى في حال تجهيز المحطات بأنظمة الطاقة الشمسية، لابد من الاستعانة بالكهرباء لتغطية تكاليف التشغيل.

دعوات لتحمل المسؤولية وضمان عدالة التوزيع:

بعض نشطاء المنطقة ألقوا المسؤولية على عاتق الحكومة والمنظمات الدولية، وطالبوا بتشغيل المحطات عبر شبكة كهرباء مدعومة، وتثبيت عدادات مياه لضمان توزيع عادل، وتقليل تحكم صهاريج المياه في تزويد السكان، كما أوضح أحدهم أن تكلفة المتر المكعب من المياه يمكن أن تصل إلى 15 سنتاً في حال تم تفعيل العدادات، وهو ما يضمن توفير مياه معقمة وحماية شبكة التوزيع من التلف.

إذ تستدعي الأزمة الحالية في مدينة إدلب حلولًا عاجلة ومستدامة، سواء عبر الدعم المتواصل لتشغيل المحطات أو بتفعيل مشاريع الطاقة الشمسية ونظام الجباية، لضمان مياه صالحة للشرب للأهالي وتجنب تفاقم الوضع.

مؤسسة المياه تستغل فترة التوقف لصيانة المحطات:

وأوضح المهندس أسامة أبو زيد، المدير العام لمؤسسة المياه على معرفات المؤسسة الرسمية، أنها تعمل حاليًا على استغلال فترة التوقف لإجراء الصيانة اللازمة للمحولات والمضخات ولوحات التحكم، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحسين كفاءة المحطات، كما أشار إلى وضع المؤسسة خطة لإعادة ضخ المياه في حال تم إبلاغها بتوقف عمل المنظمة بشكل نهائي، لضمان استمرارية تقديم المياه للسكان.

استهداف محطة عين الزرقا يفاقم أزمة المياه:

وفي وقت سابق، خرجت محطة مياه عين الزرقا في دركوش بريف إدلب الغربي عن الخدمة بعد استهدافها من قبل النظام وروسيا، وأدى ذلك إلى حرمان أكثر من أربعين ألف نسمة من مياه الشرب في نحو 30 بلدة وقرية ومزرعة في منطقة الجبل الوسطاني، إذ لا يعد هذا الاستهداف الأول من نوعه حيث تعرضت سابقًا محطة العرشاني في مدينة إدلب، والتي تغذي أكثر من 400 ألف نسمة للقصف مما فاقم من أزمة المياه في المنطقة بشكل كبير.

مقالات ذات صلة