تفيد الأخبار الآتية من محافظة السويداء بتصاعد ملحوظ لنشاط عصابات الاغتيال، التي تستهدف شخصيات محددة، مما أثار قلق المجتمع المحلي وفتح باب التساؤلات حول الجهات التي تقف وراء تحريض هذه العصابات وتنشيطها.
وفي هذا السياق، أصدرت حركة رجال الكرامة بيانًا توضيحيًا حول جهودها لإحباط مخطط لعمليات اغتيال تستهدف قادتها.
دور حركة رجال الكرامة في مواجهة المخططات:
وبعد متابعة ومراقبة دقيقة من قبل كوادر حركة رجال الكرامة، تم الكشف عن مخطط يستهدف اغتيال عدد من القيادات البارزة في الحركة.
وقد جاء هذا الكشف بعد القبض على أحد عناصر الحركة، المدعو هادي ذيب غرز الدين، الذي ثبت أنه كان يتعاون مع عصابة معروفة في السويداء بارتكاب جرائم الخطف والسلب والابتزاز، حسب المصادر ذاتها.
وبدأت الشبهات حول هادي تتزايد بعد تراكم ديون مالية عليه تجاوزت الثلاثمئة مليون ليرة سورية في فترة زمنية قصيرة.
وعند احتجازه والتحقيق معه، اعترف بأنه تعرض لابتزاز من أفراد العصابة الذين كانوا يخططون لعمليات اغتيال بالتعاون معه.
وقد كشف التحقيق أن هادي قام بتسريب معلومات حساسة تتعلق بتحركات أحد قيادات الحركة بهدف تسهيل عملية اغتياله.
كشف دور هادي ذيب غرز الدين في المخطط:
وعلى الرغم من محاولات العصابة المتكررة لتنفيذ عملية الاغتيال، إلا أنها باءت بالفشل، ومع ذلك، استمرت العصابة في ابتزاز هادي من خلال تهديده بكشف خيانته ونشر مقاطع مصورة له وهو يسرب المعلومات، ما دفعه إلى اقتراض مبالغ مالية كبيرة لتقديمها للعصابة.
وخلال التحقيقات، اعترف هادي بتورط أشخاص آخرين معروفين بانتمائهم لعصابات الجريمة في السويداء، وأكد أن هؤلاء الأفراد كانوا يحرضون على تنفيذ عمليات اغتيال لأحد قادة حركة رجال الكرامة ومن ثم ابتزازه للحصول على الأموال.
ومع تزايد الضغوط على العصابة بعد اكتشاف خيانة هادي، حاول أفراد العصابة استخدام وسطاء من وجهاء المحافظة لحل القضية بشكل سلمي.
وأصدرت حركة رجال الكرامة مهلة مدتها 72 ساعة للمتورطين لتسليم أنفسهم إلى القضاء، وفي حال عدم الاستجابة لهذه المهلة، سيصبحون مطلوبين لحركة رجال الكرامة أينما وجدوا.
ردود فعل الأهالي واستيائهم من الوضع الأمني:
وحول ذلك، قالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، راقية الشاعر في حديثها لمنصة SY24: “إن انتشار عصابات الخطف والاغتيال في محافظة السويداء واستهداف شخصيات محددة يندرج تحت بند إثارة الفتنة بين أهالي المحافظة والعمل على موضوع إسالة الدم بين أهالي المحافظة لإثارة عملية الثأر والفتنة بين المدنيين، ودخول الأهالي بحرب أهلية، وهو ما يندرج ضمن الخطة الأمنية التي يتبعها النظام للالتفاف على حراك السويداء وإنهائه بأي وسيلة كانت”.
وأضافت: “إن آلية العصابات والتخطيط لعملها يكون من الجهات الأمنية المشغلة بهذه العصابات”.
وأثارت الأحداث الأخيرة ردود فعل متباينة بين أهالي السويداء الذين عبّروا عن استيائهم من الوضع الأمني المتدهور ووجود عصابات تعمل بحرية في المنطقة.
كما أعرب بعض الأهالي عن اعتقادهم بأن هذه العصابات مدعومة من جهات أمنية معينة وأنه لا يوجد قضاء حقيقي يمكن الاعتماد عليه لتحقيق العدالة.
أهمية الحراك السلمي وتأثيره على السلطة:
من جهته، قال الناشط السياسي والحقوقي، مالك عبيد لمنصة SY24: “يعد الجنوب السوري هو الغائب الحاضر لدى الثورة السورية واستمراريتها رغم كل ما حصل من مصالحات بائسة ويائسة لن تفضي عن شيء. وتعد محافظة السويداء الأكثر اشتعالاً من حيث الحراك على الأرض حيث تشهد منذ ما يزيد على سنة حراك ثوري سلمي لا يمكن لأحد اختراقه، وذلك بسبب الحاضنة المتماسكة لهذا الحراك مما أزعج السلطات لقمع هذا الحراك، حيث حاول النظام عبر أذرعه وأدواته في تلك المحافظة لإفشاله وتطويقه لكنه فشل حيث يصعب عليه اتهام هذا الحراك بالطائفية أو التسليح أو الدعشنة، ولم يجد ذريعة لاقتحام هذا الحراك والسيطرة عليه مما جعله يفكر بإطلاق عصابات تمتهن تجارة المخدرات والخطف والسرقة والاغتيال لقيادات هذا الحراك، وبالتالي إفشال هذا الحراك”.
دعوات لتعزيز الأمن وتطبيق العدالة في السويداء:
وأضاف: “تم مؤخراً اكتشاف متزعمي هذه العصابة من قبل حركة رجال الكرامة وامهلوهم بتسليم أنفسهم للقضاء. وإلا سوف يبقون ملاحقين للحركة أينما وجدوا. وهذا إن دل على شيء, إنما يدل على تراخي سلطات القضاء التابعة للنظام لملاحقة هؤلاء المجرمين ولخلق البلبلة في تلك المحافظة. ومن جهة أخرى نرى أن حركة الكرامة, بدأت ترسم معالم ترسيخ القانون وبسط السيطرة على مفاصل الدوائر الحكومية من خلال أحرار الحركة. وليكونوا قدوة لباقي المحافظات وبسط القانون على الجميع دون تحيز أو تمييز، وهذا يعني الكثير بالنسبة للحراك. حيث تتوسع رقعته الجغرافية وتزداد شعبيته يوماً بعد يوم من خلال تماسكه وسلميته التي فاقت التصور. حيث امتاز بالهدوء والسلمية في اتخاذ كافة القرارات، بل وحافظ على جميع المؤسسات ولم يقم بالتخريب بل قام بالإصلاح”.