اندلعت حرائق ضخمة في محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا يوم أمس الخميس، امتدت على مساحات واسعة من المحافظة وتسببت في أضرار وتعقيدات كبيرة في جهود الإطفاء، وسط صعوبة في السيطرة على النيران المستمرة في عدة مناطق، وامتدت من المشيرفة إلى البدروسية وقرى أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، وسبق ذلك حرائق متفرقة أيضاً في ريف حمص.
أضرار الحرائق وتأثيرها على السكان والبنية التحتية:
وعن الأضرار التي خلفتها الحرائق، ذكرت صحيفة الوطن الرسمية أنها تسببت في أضرار لخطوط الكهرباء ذات التوتر المنخفض والمتوسط في منطقة البسيط، مما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن خطوط التوتر المتوسط في المنطقة كإجراء احترازي لحماية السلامة العامة، وتم تحويل تغذية الكهرباء نحو الآبار لتعبئة سيارات الإطفاء والصهاريج بالمياه لمساندة فرق الإطفاء.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن سرعة الرياح وتغير اتجاهها، إلى جانب تضاريس المنطقة الوعرة، أدت إلى توسع رقعة الحريق في منطقة المشرفة بناحية كسب، مما صعّب السيطرة عليه، واستدعى إجلاء السكان من المناطق القريبة كإجراء احترازي وسط عجز فرق الإطفاء عن السيطرة على الحرائق بأسرع وقت ممكن لتجنب مزيد من الخسائر.
التأثيرات البيئية والمناخية لحرائق الغابات:
تسببت الحرائق المستعرة في محافظة اللاذقية في آثار سلبية عميقة على البيئة والمناخ المحلي والثروة النباتية في المنطقة، وحذر ناشطون في مجال البيئة والمناخ من مخاطر الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الأراضي الحراجية والمناطق الزراعية وخلّفت خسائر بيئية جسيمة، حيث تضررت آلاف الأشجار، لا سيما أشجار الزيتون التي تعتبر جزءاً أساسياً من الزراعة المحلية وسبل العيش للسكان، كما تعرضت الأراضي العشبية والغابات الطبيعية أيضاً للتدمير، ما يهدد تنوع الحياة البرية التي تعتمد على هذه المساحات.
إلى جانب ذلك، يساهم الدخان الكثيف الناجم عن هذه الحرائق في تلوث الهواء وزيادة مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون. مما قد يؤثر على جودة الهواء في المناطق المحيطة ويزيد من التغيرات المناخية على المدى القصير. فالحرائق تطلق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة التي تسهم في ارتفاع درجات الحرارة المحلية. وتؤدي إلى تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري في منطقة تعاني بالفعل من ضغوط بيئية شديدة.
أسباب حرائق اللاذقية، الطبيعية والبشرية:
وفق المعطيات، تتعدد أسباب حرائق الغابات عموماً، وفي حالة حرائق اللاذقية. هناك احتمال أن تكون الأسباب مرتبطة بمزيج من العوامل الطبيعية والبشرية. فمن الناحية الطبيعية، ترتفع احتمالية نشوب الحرائق في ظل الطقس الحار والجاف مع الرياح القوية. وهي ظروف تسهم في انتشار النيران بسرعة وصعوبة السيطرة عليها، خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة مثل جبال اللاذقية.
أما من الناحية البشرية، فقد تكون هذه الحرائق نتيجة إهمال أو سوء تصرف. مثل حرق النفايات أو تنظيف الأراضي الزراعية بطريقة غير آمنة. ما يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرائق لا يمكن السيطرة عليها بسهولة.