تتواصل موجات النزوح من مناطق ريف إدلب وحلب مع استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، حيث تستمر قوات النظام السوري وروسيا في استهداف الأحياء السكنية، بما في ذلك القرى التي شهدت عودة النازحين إليها سابقاً.
وبحسب توثيق الفرق الميدانية التابعة لـ”منسقو استجابة سوريا”، فقد تم تسجيل نزوح 6,277 شخصاً من تلك المناطق باتجاه مدن وبلدات أكثر أماناً نسبياً وبعيدة عن المناطق القريبة من العمليات العسكرية الأخيرة.
وتواجه الفرق صعوبات كبيرة في التواصل نتيجة لانقطاع خدمات الإنترنت وصعوبة الوصول الفوري إلى الميدان، مما أثر على تحديث بيانات النازحين وتقييم الاستجابة الإنسانية.
في هذا السياق، قال الفريق: “نناشد الجهات المعنية بالشأن السوري العمل على وقف خروقات النظام السوري وروسيا، والتوقف عن استهداف المناطق السكنية للسماح للمدنيين بالاستقرار في مناطقهم. كما نوجه دعوة إلى المنظمات الإنسانية لدعم النازحين الجدد وتقديم المساعدات الضرورية لهم إلى حين استقرار الأوضاع وعودة النازحين”.
وتجددت حركة النزوح للمدنيين من القرى والبلدات الواقعة قرب خطوط التماس في ريفي حلب وإدلب، بعد فترة هدوء مؤقتة وعودة بعض العائلات، بسبب استمرار التصعيد العسكري وارتفاع وتيرة استهداف المناطق السكنية والأراضي الزراعية، حيث دفعت هذه الهجمات الأهالي للجوء إلى قرى ومخيمات أكثر أمناً، وسط سقوط عدد من الضحايا بين المدنيين، حيث تجاوزت أعداد النازحين في 48 ساعة فقط أكثر من 1843 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال بنسبة 81%.
وقبل يومين حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” من اتساع موجات النزوح وتدهور الأوضاع الإنسانية مع نقص كبير في استجابة الجهات الإغاثية، إذ لم تتجاوز نسبة تلبية الاحتياجات الأساسية 37% في القرى والبلدات و24% في المخيمات، وتعمل الفرق الميدانية حالياً على إحصاء أعداد النازحين الجدد وتأمين احتياجاتهم، وسط قلق من تداعيات الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.