تحصل العوائل النازحة في مخيمات ريف إدلب الغربي الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة والمنتشرة على الشريط الحدودي مع تركيا على الخبز بشكل مجاني، وذلك بتوزيعه لهم على مدار يومين في الأسبوع من قبل إحدى المنظمات الخيرية التي تعمل في المنطقة، فيما تحصل كافة المخيمات المنتشرة في محيط قرى خربة الجوز وعين البيضا على الخبز منذ عدة أعوام، لكن بسبب ارتفاع عدد النازحين بشكل كبير وخاصةً مع موجة النزوح الأخيرة؛ تنخفض الكمية التي تحصل عليها كل عائلة بالإضافة إلى أنه سابقا كان التوزيع يتم بشكل يومي ومن ثم تم تقليله ليتم التوزيع على مدار ثلاثة أيام وحاليا على يومين.
وأكدت فاطمة تيري النازحة من اللاذقية، والتي تقيم في مخيم شهداء سوريا، أنه يتم توزيع الخبز على المخيمات يومي السبت والثلاثاء، حيث تحصل كل عائلة نازحة على ربطة خبز واحدة في حال كان عددها أقل من خمسة أشخاص، أما العوائل التي عدد سكانها أكثر فتحصل على ربطتين من الخبز، مشيرة إلى أنه يتم التوزيع في المخيم من قبل شخص مسؤول عن هذا الأمر، يتم التعاون معه من قبل المنظمة ويتواجد في كل مخيم هناك شخصاً متخصصاً بهذا الأمر أو عن طريق المسؤولين فيه.
وأضافت أنه يتم التوزيع كمساعدة للعوائل النازحة، والتي تعاني صعوبة الحياة وضعف سبل العيش في ظل غياب فرص العمل وغياب المعيل عن الكثير منها أيضا، لكنها استدركت أن الكمية التي تحصل عليها العائلة لا تكفي لسد حاجة النازحين فهم يحصلون على ربطتين من الخبز كل أسبوع، وتكفيهم هذه الكمية مدة يومين فقط، فيما يجبرون باقي الأيام على شراء الخبز.
من جهته قال “حسام أحمد” أحد النازحين في مخيمات ريف إدلب في حديثه لـ SY24 إن: “الخبز الذي يتم توزيعه هو من النوع الجيد لكن حجم الرغيف صغير، موضحا أنه يتم استغلال النازحين من خلال رفع سعر ربطة الخبز من قبل أصحاب المحلات التجارية في الأيام التي لا يتم التوزيع فيها، أو في الليل عند الشعور بحاجتهم للحصول عليها”.
وأشار أحمد أن “سعر ربطة الخبز المتواجدة في المحلات 150 ليرة وفيها ستة أرغفة، ومن الممكن أن يصل سعرها إلى 300 ليرة في بعض الأوقات عند توقف الأفران عن العمل، أو عدم توزيع الخبز المجاني للنازحين في الأيام التي يتم فيها التوزيع”.
واختتم قائلاً إن “النازحين يقدرون الجهود وما يقدم لهم ومحاولة المنظمات والمؤسسات الخيرية مساعدتهم، لكنهم يحتاجون للمزيد من المساعدة في عدة مجالات أساسية منها تأمين الخبز بشكل دائم، لأن الكثير من العوائل غير قادرة على شرائه، وكذلك المساعدات المتعلقة بالأمور الصحية والمياه”.
في حين بيّن ابراهيم الأحمد، وهو المسؤول عن “مخيم التعاون” الموجود بقرية خربة الجوز في حديثه لـ SY24 أن: “المخيم يحصل على الخبز من قبل منظمة IHH التركية، فتقوم بتوزيع الخبز للمخيمات عبر سيارات خاصة تتبع لها، ويحصل كل مخيم على كمية محددة من الخبز بحسب عدد الأشخاص والعوائل التي يضمها كل قطاع”.
وأشار الأحمد أن هناك صعوبة كبيرة خلال توزيع الخبز على العوائل بسبب وقوع مشاكل واعتراضات من بعض العوائل على أن ما يحصلون عليه من خبز لا يكفيهم، فضلاً عما يترتب عليهم من مسؤوليات تجاه النازحين من التوزيع العادل وإيصال الخبز إلى كل النازحين.
وتابع الأحمد أن القطاع المسؤول عنه يضم حوالي أربعين عائلة نازحة من مناطق مختلفة، يسعى بشكل دائم لتحسين وضع هذه العائلات وتقديم كافة الخدمات والمساعدة لهم، من خلال مناشدة المنظمات والجهات الداعمة لمنحهم ما يتوفر من المساعدات، مشدداً على حاجتهم الكبيرة وأوضاعهم الصعبة.
يذكر أن هناك آلاف العوائل التي تعيش ضمن المخيمات الحدودية مع تركيا، قادمة من مناطق ومحافظات مختلفة، وأكثرهم نزحوا من مناطق ريف اللاذقية الشمالي ومن قرى ريف حماة وإدلب، حيث تم إنشاء هذه المخيمات منذ عدة أعوام، وبسبب الحملات العسكرية المتزايدة يشنها النظام ترتفع نسبة النازحين الوافدين إليها.