كشف الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، عن اعتقال من وصفه بمتزعم “أحد أفراد شبكة إرهابية تعمل لصالح إيران”، في عملية خاطفة نفذها بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل.
وحسب البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، الأحد، كان الشخص ويدعى “علي سليمان العاصي” تحت المراقبة لفترة طويلة بسبب جمعه معلومات استخباراتية تتعلق بتحركات الجيش الإسرائيلي.
وتمت الإشارة إلى أن هذه المعلومات كانت تُستخدم للاستعداد لتنفيذ هجمات مستقبلية ضد أهداف إسرائيلية، وفق البيان.
تفاصيل العملية الإسرائيلية واعتقال “علي سليمان العاصي”:
ولفت البيان إلى أن العملية تم تنفيذها، يوم الخميس 18 تموز/يوليو الماضي، حيث قامت قوة من الجيش الإسرائيلي باقتحام الأراضي السورية عبر عدة عربات مصفحة وسيارات إسرائيلية.
واستهدفت القوة المهاجمة مزرعة الرزانية الواقعة غربي بلدة صيدا في ريف القنيطرة الجنوبي، والتي تعود ملكيتها للعاصي، حيث جرى اعتقاله في منتصف الليل دون وقوع أي اشتباكات.
الدور الاستخباراتي المزعوم لـ”العاصي” لصالح إيران وحزب الله:
وذكر البيان أن العاصي كان يعمل بالتعاون مع ضباط من ميليشيا “الفرقة الرابعة” المدعومة من إيران، حيث كان يجمع معلومات استخباراتية حول تحركات الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية لصالح مليشيا “حزب الله” اللبناني.
وبحسب مصادر متطابقة، ينحدر “علي سليمان العاصي” من إحدى قرى حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، ويعمل أيضاً كتاجر لنقل الحليب بين محافظتي دمشق والقنيطرة.
ورأى مراقبون أن هذه الخلفية عن “العاصي” تشير إلى أنه قد يكون له علاقات محلية واسعة تسهل له جمع المعلومات الاستخباراتية.
وحدة إيغوز ودورها في العملية:
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن قوات “وحدة إيغوز” التابعة للفرقة 210 هي التي نفذت عملية اعتقال العاصي.
وأشار البيان إلى أن العاصي كان يعمل ضمن شبكة إرهابية تابعة لإيران داخل الأراضي السورية. مما يعكس التوتر المستمر بين إسرائيل وإيران في المنطقة.
ردود الفعل والتحليلات حول العملية الإسرائيلية:
وحول تلك العملية، قال الباحث في الشأن العسكري والسياسي، رشيد حوراني لمنصة. SY24: “ليست هذه المرة الأولى التي تتوغل فيها إسرائيل وتعتقل مواطنين سوريين وتحقق معهم. فقد سبق خلال السنتين الماضيتين اعتقال إسرائيل لأكثر من شخص سوري بعضهم بقي لفترات محددة تحت التحقيق، ومن ثم أفرجت عنهم. لأنها تعلم أنهم من الأشخاص البسطاء الذين يتم تجنيدهم من قبل ميليشيات حزب الله والفرقة الرابعة”.
وأضاف: “أن هذا الشخص (علي سليمان عاصي) تم الترويج لاعتقاله من قبل الإعلام الإسرائيلي بشكل ملحوظ. لأنه يتزامن مع الحملة الإسرائيلية ضد شخصيات قيادية تتبع لحزب الله وميليشيات إيرانية في سوريا. بهدف إيصال رسائل من إسرائيل بأن كافة الميليشيات الإيرانية وكافة قادتها وكل المتعاونين معها هم هدف للجيش الإسرائيلي”.
وشهدت الأيام الماضية (منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2024) توغلاً للدبابات الإسرائيلية في بعض المناطق التابعة لمحافظة القنيطرة السورية جنوب البلاد. وبررت إسرائيل نشاطها العسكري على الحدود السورية-اللبنانية بأنه يهدف إلى حرمان حزب الله من نقل الأسلحة وتهريبها.
وأكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش يعمل على إنشاء طريقٍ ترابيٍ يمتد من شمال القنيطرة حتى جنوبها. ويجهز سياجاً أمنياً على الحدود السورية لمنع تسلل “مسلحين” باتجاه هضبة الجولان.
في المقابل، نفى النظام السوري بشكل كامل التوغل الإسرائيلي. لكن اللافت أن النفي لم يصدر من المؤسسة العسكرية، وإنما صدر عن قياديٍ في ما يسمى “حزب البعث الحاكم”. حيث نقلت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري عن خالد أباظة، أمين فرع حزب البعث في القنيطرة. تصريحاتٍ قال فيها: “إن ما يُنشر حول الموضوع لا أساس له من الصحة. وهو محض خيال مَن ينشر ويروج لهذه الشائعات”، حسب مزاعمه.