تتعرض مناطق إدلب وريفها لتصعيد عسكري جديد، مع استمرار الهجمات بالطائرات المسيرة من قبل النظام السوري على المناطق السكنية، مما يثير قلقاً عميقاً بين المدنيين ويهدد بزيادة معاناتهم. يتصاعد التوتر مع تكرار القصف والهجمات التي تستهدف التجمعات المدنية وتؤثر على الأمن الغذائي في المنطقة، في ظل غياب الحلول السلمية.
تفاصيل الهجمات بالطائرات المسيرة على ريف إدلب:
شنت قوات النظام السوري صباح اليوم الأربعاء هجمات بطائرات مسيرة انتحارية استهدفت بلدة “معارة النعسان” في ريف إدلب الشمالي الشرقي.
وبحسب المعلومات الأولية التي أفاد بها مراسلنا، لم تُسجل أي إصابات في صفوف المدنيين حتى الآن جراء هذه الهجمات. ولكن الحادثة أثارت حالة من القلق بين سكان المنطقة، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري في المناطق الشمالية من سوريا.
القصف المدفعي وتصاعد العنف في إدلب:
ولم تكن هذه الهجمات الأولى خلال الساعات الماضية، فقد شهد ريف إدلب الجنوبي مساء أمس الثلاثاء قصفاً مدفعياً مكثفاً من قبل قوات النظام وحلفائه، استهدف بلدة “ابلين” في المنطقة، وأدى القصف إلى إصابات مباشرة بين المدنيين، مما استدعى تدخل فرق الدفاع المدني السوري التي هرعت إلى مكان الحادث، حيث أسعفت المصابين إلى المستشفى وتفقدت المواقع التي طالها القصف للتأكد من عدم وجود مزيد من الضحايا أو الإصابات.
وفي حديث خاص قال” محمد رجب” متطوع في الدفاع المدني السوري لمنصة SY24 : إن “القصف المدفعي على بلدة إبلين أسفر عن إصابة أربعة مدنيين، بينهم طفل وامرأتان، في حصيلة أولية، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم”. مشيراً إلى حالة الهلع والخوف التي سادت بين أهالي البلدة خشية تكرار القصف وسقوط المزيد من الضحايا، خاصة في ظل التصعيد المستمر.
تأثير الهجمات على المدنيين، واستجابة فرق الإنقاذ:
وتعكس هذه الهجمات واقعاً مأساوياً يعانيه سكان ريف إدلب. حيث يتعرض المدنيون باستمرار لمخاطر القصف والضربات الجوية، في ظل غياب الحلول السلمية التي يمكن أن توفر لهم الأمان والاستقرار. ويطالب الأهالي من الجهات الدولية التدخل العاجل للحد من معاناتهم ولجم التصعيد العسكري الذي يفاقم الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة.
وفي تقرير سابق وثق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) نمطاً جديداً من الهجمات باستخدام مسيرات انتحارية في شمال غربي سوريا منذ بداية عام 2024. وقال: إنه “استجاب لـ 41 هجوماً خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي (من 1 كانون الثاني حتى 30 نيسان). وان نصف الهجمات التي رصدتها الفرق استهدفت سيارات مدنية أو دراجات نارية”.
وأضاف أن المسيرات الانتحارية استهدفت بيئات مدنية، إذ تنطلق هذه الهجمات من مناطق سيطرة قوات النظام السوري. وتتركز في المناطق القريبة من الخطوط الأمامية في أرياف حماة وإدلب وحلب. وترتفع وتيرة هذه الهجمات وتصل لمسافات أكبر بشكل متزايد. حيث وثقت الفرق وصول هذه الهجمات في إحدى الحالات إلى مسافة 9 كيلومترات من الخطوط الأمامية.
كما شهدت الفترة الأخيرة هجمات مباشرة استهدفت المدنيين وتركت آثاراً خطيرة على سبل عيش السكان. ومنعتهم من الوصول لأراضيهم الزراعية واستثمارها. وانعكس ذلك على الأمن الغذائي في المنطقة وعلى قدرة السكان على الصمود.