في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشباب في الشمال السوري، تبرز أهمية المبادرات المجتمعية كوسيلة حيوية لدعمهم وتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة للنجاح والمساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم، وتعد هذه المبادرات فرصة للشباب والشابات لتطوير قدراتهم العملية والفنية في مجالات متخصصة، مما يعزز فرصهم في التوظيف ويسهم في سد الفجوات المهارية التي يفرضها نقص فرص التعليم والتدريب.
وفي إطار سعيه لدعم الشباب والشابات الطموحين في مجال الهندسة، أطلق فريق “الأيادي الذهبية التطوعي” في إدلب مبادرة “Step by Step” بدعم وتمويل من منظمة بنفسج، وتهدف إلى تطوير المهارات العملية والهندسية لفئة الشباب، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لدخول سوق العمل بكفاءة وجاهزية، وفق ما أكده “عبدالله ياسين” قائد الفريق التطوعي.
برنامج تدريبي متكامل:
خضع المشاركون، وعددهم عشرون مشاركًا ومشاركة، إلى برامج تدريبية متكاملة استمرت شهرين تقريبًا، وغطت أدوات وبرامج هندسية رئيسية، مثل AutoCAD و3D Max، حيث يتدرب المشاركون على إعداد اللوحات الهندسية وتنظيم العروض التقديمية بشكل احترافي، مما يسهم في تحسين قدراتهم في تقديم المشاريع الهندسية وعرضها بفعالية.
أهداف المبادرة وأهميتها:
خلال حديثه إلينا، أكد الياسين أن أهداف المبادرة “Step by Step” تتجسد في تطوير المهارات التقنية للمشاركين، وتعزيز تفكيرهم الإبداعي، وذلك من خلال ورش عمل تركز على تصميم المشاريع الجديدة بأفكار مبتكرة.
كما تُعد المبادرة من بين الأنشطة القليلة التي تُسلط الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الهندسي. مما يسمح للمشاركين بتطبيق التقنيات الحديثة لتعزيز الدقة والإنتاجية في تصميماتهم.
المعرض الهندسي والمتابعة من الخبراء
وأضاف الياسين أن التدريب اختتم بمبادرة معرض للأعمال الهندسية يمنح المشاركين فرصة عرض مشاريعهم أمام الجمهور وأصحاب العمل. ما يفتح لهم آفاقًا جديدة لبناء شبكات مهنية. كما توفر المبادرة نظام متابعة وتوجيه من خبراء مختصين، لتقديم الاستشارات اللازمة لتحسين الأداء وتطوير المشاريع.
يؤكد مدير فريق الأيادي الذهبية أن “Step by Step” تسعى لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع من خلال تمكين الشباب بالمهارات اللازمة لقيادة الابتكار في مجالات الهندسة. والمساهمة في إعادة بناء وتطوير البنية التحتية، ما يجعل المبادرة ركيزة أساسية للتنمية المستدامة في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، تسهم المبادرات في خلق بيئة حاضنة للإبداع والابتكار. حيث يُمكن للمشاركين التعبير عن أفكارهم وتطبيق تقنيات حديثة تُعزز من إنتاجيتهم ودقتهم. بما يخدم تطلعاتهم المستقبلية ويعود بالنفع على المجتمع ككل.
تبرز أهمية المبادرات المجتمعية كخطوة هامة نحو تمكين الشباب السوري وتطوير مهاراتهم العملية. لتصبح رافدًا حقيقيًا في بناء مستقبل واعد ومستدام، من خلال تزويدهم بالأدوات التقنية والمعرفية الضرورية. إذ تمنح هذه المبادرات الفرصة للشباب كي يساهموا بفعالية في تطوير مجتمعاتهم وإعادة بناء ما دمرته الصراعات.