تواجه مدينة الرقة في سوريا أزمة محروقات مستفحلة، حيث تضاعف ارتفاع الأسعار وسوء جودة المواد من العبء الاقتصادي على السكان. ويعاني المواطنون من انعدام التوازن بين الدخل وتكاليف المحروقات، مما يزيد من التحديات الاقتصادية ويعكس ضرورة إيجاد حلول جذرية لتوفير المحروقات بأسعار معقولة وبجودة مقبولة.
تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على اقتصاد الرقة المحلي:
تُعد مسألة توفير المحروقات إحدى التحديات الرئيسية التي يعاني منها المواطنون السوريون، حيث تتفاقم أزمتها بشكل ملحوظ وخاصة في مدينة الرقة شرقي سوريا.
فمن جهة، هناك تذمر عام من ارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع الدخل المادي للأفراد، ومن جهة أخرى، فإن الشكاوى المتكررة من سوء جودة هذه المواد تُثير قلقاً كبيراً لدى السكان.
وقال مصدر خاص من أبناء الرقة (فضّل عدم ذكر اسمه) لمنصة SY24: “إن المحروقات إحدى مآسي أهالي الرقة، فإحساسهم أنهم أصحاب النفط ويعيشون في موطن الثروات ولكنهم محرومون منها”.
تداعيات نقص الدعم على مولدات الكهرباء في الرقة:
وأضاف أن “سحب الدعم عن مشغلي مولدات (الأمبيرات) ساهم في تفاقم الأزمة، ففي السابق، كانت قسد تقدم الديزل بشكل مدعوم لهؤلاء المشغلين، مما سمح بتشغيل المولدات لفترتين صباحية ومسائية، أما الآن، فقد أظلمت المدينة بعد سحب الدعم، لتكتفي بثلاث ساعات كهرباء نظامية يومياً فقط”.
وذكر أن “أسعار المحروقات في السوق الحرة ارتفعت بنحو خمسين بالمئة، في حين تم إلغاء دعم مازوت السيارات، وهذا الواقع أدى إلى زيادة الأعباء على المواطنين، فوقود السيارات (الرديء جداً) يقودهم يومياً إلى ورشات الإصلاح، كما أن مخصصات البنزين قد خُفضت وتباعدت حتى لم تعد تغري المحتاجين”.
مطالب السكان بتوفير محروقات ذات جودة وأسعار مناسبة:
وزاد قائلاً: “بالنسبة لمازوت التدفئة، فهو كثيف جداً وكريه الرائحة يتجمد في الشتاء. مما يضطر الناس إلى اللجوء إلى تدفئته حتى يسيل ويتدفؤوا به. وهو ما يتسبب بكوارث كثيرة، كما أنه يُحيج المدفأة للتنظيف أسبوعياً. والكثير من الناس لم يعد يجرؤون على الاعتماد عليه وإشعاله في منازلهم”.
وفي السياق، تتعالى الأصوات للشكوى من أسعار المحروقات المرتفعة. إذ يصل سعر لتر البنزين إلى 13000 ليرة سورية وهو غير متوفر في كثير من الأحيان.
بينما يؤكد آخرون على أن جودة المحروقات إضافة إلى أسعارها لا تتناسب مع الدخل, ولا حتى كمياتها، وتسبب بكثير من الأعطال للآليات. وفق تعبيرهم.
كما عبر أحد الأهالي عن معاناته قائلاً: إن الدخل والمصروف الشهري لا يتناسب مع قدرتنا على شراء المحروقات خلال هذا الشتاء.
ويعكس هذا الاستياء حجم الأعباء المالية الباهظة التي يتحملها المواطنون جراء ارتفاع أسعار المحروقات وسوء جودتها في المنطقة الشرقية. بحسب عدد من أبنائها.
وفي خضم هذا الواقع المرير. تبرز الحاجة الماسة إلى إيجاد حلول جذرية لأزمة المحروقات في سوريا ككل، وفي مدينة الرقة على وجه الخصوص. بحسب ما أشار إليه المصدر الخاص من سكان الرقة.
وأوضح أن المواطنين يطالبون بتوفير هذه المواد بجودة مناسبة وأسعار معقولة تتناسب مع دخولهم المحدودة. وهذا يتطلب من الجهات المعنية إعادة النظر في سياسات إدارة وتوزيع المحروقات. بما يلبي احتياجات السكان ويضع حداً لمعاناتهم المتزايدة، بحسب رأيه.
نفى الإشاعات المتداولة:
الجدير ذكره أن مكتب المحروقات التابع للإدارة الذاتية، نفى الإشاعات المتداولة ضمن مدينة الرقة. بخصوص انقطاع مادة المازوت عن مدينة الرقة وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وسعر أسطوانة الغاز المنزلي. بحسب بيان صادر عن المجلس التنفيذي في مدينة الرقة.
وأثار هذا النفي غضباً واسعاً بين الأهالي الذين طالبوا الجهات المسؤولة بإجراء جولة على الكازيات والأماكن التي تبيع المحروقات. مشيرين إلى أن لتر المازوت بـ 7500 ليرة سورية ولتر الكاز بعشرة آلاف ليرة سورية. إضافة إلى أسعار أسطوانة الغاز المتقلبة بين فترة وأخرى، وفق تقديراتهم.