مع أولى الأمطار التي هطلت قبل أيام تبين ضعف وهشاشة البنية التحتية في مدينة حلب، حيث واجهت بعض المناطق اختناقات مائية تسببت في عرقلة حركة المرور والمشاة، وشهدت الشوارع تجمّع المياه نتيجة انسداد المصارف.
مما أثار استياء الأهالي الذين أشاروا إلى أن هذه المشكلة تتكرر كل عام في مثل هذه الظروف، كما حدث مؤخراً في منطقة جسر الحج، التي عانت من تجمع كبير للمياه بسبب ضعف الصرف الصحي والبنية التحتية في حلب .
أسباب فنية وسرقات متكررة:
وبرّر المدير العام للشركة العامة للصرف الصحي في حلب في تصريح لموقع محلي، أن سبب عدم تصريف مياه الأمطار يعود إلى سرقة أغطية المصافي المطرية و الريكارات في عدد من الأحياء، حيث تتعرض المصافي للانسداد بسبب الأتربة والقمامة التي تنجرف مع المياه، وأشار إلى أن مشكلة انسداد المصارف تتفاقم خاصةً مع أول هطول مطري، عندما تتكدس الأوساخ في المصافي وتعيق حركة المياه.
وأشار أن الشركة تعمل على مدار العام في صيانة وتعزيل المصافي، خصوصاً في المناطق المعروفة بمشكلات التصريف، إلا أن تزايد الأمطار يضع ضغطاً إضافياً على المصافي ويجعل من الصعب تنظيفها أثناء الهطول، مشيراً إلى أن هذه الصيانة تتركز عادةً في فترات قبل موسم الأمطار وبعد كل هطول.
دور الدعم الدولي في مواجهة ضعف البنية التحتية:
تلقت الشركة دعماً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمثل في تسليم 200 غطاء مصفاة مطرية GRP و225 غطاء ريكار مسبق الصب، ولكن ورغم هذا الدعم، لا تزال المشكلة قائمة مع فيضانات الشوارع وتراكم الأوساخ، مما يعكس إهمالاً خدمياً كبيراً وتجاهلاً للشكاوى المتكررة من الأهالي.
استياء الأهالي من ضعف البنية التحتية:
يؤكد أهالي حلب أن تكرار هذا النوع من الأزمات يدل على قصور واضح في إدارة الخدمات العامة في المدينة، حيث يعاني السكان من تجمعات المياه التي تعيق حياتهم اليومية وتعرضهم لمخاطر صحية وبيئية.
وعلى الرغم من أعمال التعزيل السنوية التي تعلن عنها شركة الصرف الصحي، إلا أن الأمطار تكشف كل عام عن عدم فعالية هذه الإجراءات وعن حاجتها لتدخلات جذرية، تضمن معالجة الأسباب المتكررة للانسداد وتحد من أزمة الصرف الصحي في حلب.
الحاجة إلى حلول مستدامة:
تظل أزمة الصرف الصحي في حلب بحاجة إلى حلول جذرية تتجاوز أعمال الصيانة الدورية، خصوصاً في ظل تزايد السرقات وتكدس القمامة في الشوارع، ويأمل الأهالي في أن تتخذ الجهات المسؤولة خطوات أكثر فاعلية لمعالجة هذه المشكلات، بما يكفل نظام صرف صحي يعمل بفعالية ويحد من تكرار الفيضانات ومعاناة السكان مع كل موسم مطري جديد.