تُعدُّ الحيوانات البرية في ريف إدلب جزءًا أساسيًا من هوية المنطقة البيئية، حيث تحتضن العديد من الأنواع التي تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي، ومع ذلك، بسبب التحديات المستمرة التي تواجهها المنطقة، مثل الأزمات الاقتصادية والأمنية وتغيرات المناخ والصراع المستمر، بات هذا التنوع البيولوجي مهددًا بشكل كبير، حيث تتزايد المخاوف من أن يؤدي فقدان هذه الأنواع إلى تأثيرات سلبية على النظام البيئي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات لحمايتها.
تنوع الحيوانات البرية في ريف إدلب:
يُعدُّ ريف إدلب موطنًا لعدد كبير من الحيوانات البرية المتنوعة، ما يعكس غنى التنوع البيئي في المنطقة، وتشمل هذه الأنواع العديد من الثدييات والطيور والزواحف.
في حديث خاص مع منصة SY24، أوضح “محمود”، أحد سكان ريف إدلب والمختص بدراسة الحياة البرية، قائلاً: “عندما كنت طفلاً، كانت المنطقة مليئة بالحيوانات البرية مثل الغزلان والطيور المهاجرة والأرانب البرية، لكن، مع مرور الوقت، أصبحت أعدادها تتناقص بشكل ملحوظ”.
وأضاف: “أعتقد أن المنطقة بحاجة إلى المزيد من الدعم لتعزيز حماية هذه الأنواع، فلدينا ثروة طبيعية يجب الحفاظ عليها”.
التهديدات الرئيسية التي تواجه الحيوانات البرية في إدلب
رغم التنوع الغني للحيوانات البرية في إدلب، إلا أنها تواجه تهديدات جسيمة، تبدأ من الصيد الجائر وصولاً إلى التغيرات البيئية الناتجة عن التوسع العمراني وتغيرات المناخ.
ووفقًا لـ”محمود”، فإن “الصيد الجائر يمثل أبرز التهديدات التي تواجه الحيوانات البرية في المنطقة، إذ يلجأ العديد من السكان للصيد كمصدر للغذاء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.
وأردف قائلاً: “هناك أيضًا تدمير للموائل الطبيعية بسبب التوسع العمراني والنزاع المستمر، مما يجعل حياة هذه الحيوانات أكثر صعوبة”.
دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على الحيوانات البرية
تلعب المجتمعات المحلية دورًا مهمًا في الحفاظ على الحياة البرية في إدلب، حيث يعمل البعض على حماية الحيوانات من الصيد الجائر من خلال حملات توعية ومبادرات محلية.
أوضحت “فاطمة”، ناشطة بيئية في إدلب، قائلةً: “بدأنا تنظيم حملات توعية في قرانا حول أهمية الحفاظ على الحيوانات البرية وموائلها الطبيعية، ندرك أن هذه الأنواع جزء من حياتنا اليومية، ولذا يجب أن نعمل سويًا لحمايتها”.
وأضافت: “نأمل أن تصل هذه المبادرات إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص لتغيير بعض السلوكيات الضارة”.
التحديات التي تواجه جهود حماية الحيوانات البرية:
رغم الجهود المبذولة لحماية الحيوانات البرية في إدلب، إلا أن هذه الجهود تواجه العديد من التحديات، من بينها نقص التمويل وضعف الدعم اللوجستي وصعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة بالصراع.
قال “أحمد”، مدير أحد المشاريع البيئية في إدلب: “أكبر التحديات التي نواجهها هي التمويل، حيث نحتاج إلى موارد مالية لتوسيع مشاريعنا، الوضع الأمني وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق يمثلان أيضًا تحديًا كبيرًا”.
وأضاف: “نحتاج إلى مزيد من الدعم المحلي والدولي لإنجاح هذه المشاريع وحماية الأنواع المهددة بالانقراض”.
المبادرات المستقبلية والحلول المقترحة
من أجل تحسين الوضع البيئي وحماية الحياة البرية في إدلب، يجب تبني مبادرات مستقبلية تستهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.
يقول “أحمد”: “نعمل على تطوير برامج تهدف إلى تعزيز حماية الحياة البرية في المناطق المتضررة من النزاع، كما نقوم بتنفيذ حملات لتشجيع السكان على الامتناع عن الصيد الجائر وإعادة تأهيل بعض الموائل الطبيعية”.
وأضاف: “نحتاج إلى المزيد من التعاون بين المنظمات المحلية والدولية لتحقيق أهدافنا”.
إن الحفاظ على الحياة البرية في ريف إدلب يتطلب التعاون بين المجتمعات المحلية والمنظمات البيئية، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي واللوجستي لتطوير المبادرات التي تهدف إلى حماية هذا التنوع البيئي الفريد، في ظل التحديات العديدة، تبقى الإرادة المحلية والعمل المشترك ركيزة أساسية لتحقيق هذا الهدف.