تصعيد إسرائيلي.. استهداف قيادي بارز في سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

لقي تسعة أشخاص مصرعهم وأصيب عشرون آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منطقة السيدة زينب بريف دمشق مساء الأحد، حسبما أكدت وزارة الدفاع السورية، وأفاد البيان بأن الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى الصدر في المنطقة، في حين أكدت مصادر طبية أن الإصابات تتراوح بين المتوسطة والخطيرة.

وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن القصف كان موجهاً لشقة في منطقة السيدة زينب وأسفر عن مقتل قيادي بارز في ميليشيا “حزب الله” اللبناني يُدعى “علي موسى دقدوق”، المعروف أيضًا باسم “أبو حسين ساجد”، يُعد دقدوق شخصية مؤثرة في “حزب الله” ويتولى مسؤولية ملف “الجولان”، وهو مشروع يُعتقد أنه يهدف إلى تعزيز وجود الحزب بدعم إيراني على الحدود السورية-الإسرائيلية، مما يُشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل.

وحسب مصادر مطلعة، يأتي هذا الاستهداف في إطار سلسلة غارات إسرائيلية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، واستهداف شخصية قيادية بحجم “دقدوق” يعكس تصعيداً في الاستراتيجية الإسرائيلية، التي تسعى لمنع أي تعزيز عسكري على الجبهة السورية قد يشكل تهديدًا مستقبلياً لأمنها، ويعد دقدوق من الشخصيات التي تمتلك سجلاً حافلاً بالأنشطة العسكرية ضد إسرائيل، مما جعل استهدافه خطوة كبيرة في التصعيد الإسرائيلي.

وفي ضوء التصعيد، نقلت إذاعة “شام إف إم” عن مصدر طبي في مشفى الصدر أن الحصيلة النهائية للضحايا بلغت تسعة قتلى وعشرين مصاباً، مما خلق حالة من القلق والتوتر في المنطقة في ظل الاستهدافات الإسرائيلية المتزايدة.

الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قيادات “حزب الله” في سوريا تحمل دلالات عدة، حيث تشير إلى سياسة إسرائيلية مستمرة تستهدف النفوذ الإيراني الممتد عبر الأراضي السورية، وتُظهر هذه الهجمات سعي إسرائيل الحثيث لتحجيم النفوذ الإيراني، خاصة في المناطق الحدودية القريبة منها، حيث تشكل هذه المواقع الاستراتيجية امتداداً للنفوذ الإيراني عبر “حزب الله”، مما يشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

فضلاً عن إضعاف الهيكلية القيادية لـ”حزب الله” عبر استهداف شخصيات بارزة للحد من قدرة الحزب على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة، وتحمل هذه الاستهدافات رسالة ردع واضحة لإيران وحلفائها بأن أي اقتراب من الحدود الإسرائيلية لن يُسمح به، وفي تصعيدها لهذه الضربات، تسعى إسرائيل إلى ترسيخ سياسة الردع تجاه أي توسع إيراني عبر سوريا.

وبالنسبة للنظام السوري، فهو أيضاً يتعرض لضغوط مباشرة بسبب هذه الغارات المتكررة، مما يضعه أمام تحديات داخلية وخارجية، فالنظام يجد نفسه مطالباً بالاستجابة لضغوط إسرائيلية تمنع استخدام أراضيه كنقطة انطلاق لعمليات إيران و”حزب الله” ضد إسرائيل، مما يدفعه للتوازن بين الحفاظ على تحالفاته الإقليمية وأمنه الداخلي.

كما تشير الضربات المتكررة إلى تحول في استراتيجية إسرائيل، حيث بدأت باستهداف الأبنية السكنية التي تستخدمها الميليشيات الإيرانية في دمشق، في محاولة لتقليص نفوذ إيران، وقد شمل ذلك استهداف قيادات وخبراء إيرانيين مما يظهر تصاعد التوتر بين الجانبين، ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية تعكس رغبة إسرائيل في الحد من الأنشطة الإيرانية في سوريا، والتي تعتبرها تهديدًا مباشرًا لأمنها.

إذ أثارت الهجمات الإسرائيلية المتزايدة قلق السكان المحليين في دمشق، الذين يعيشون حالة من الخوف والترقب بسبب تواجد الميليشيات الإيرانية في مناطقهم، كما تزايدت الانتقادات الشعبية للنظام، إذ يشعر الكثيرون بأن وجود هذه الميليشيات يزيد من خطر الضربات الإسرائيلية ويمس أمنهم بشكل مباشر

يذكر أن هذه الغارات تأتي ضمن استراتيجية إقليمية تهدف من خلالها إسرائيل إلى الحفاظ على أمنها وتوجيه رسائل حازمة لإيران و”حزب الله”، مع تقليص أي نفوذ عسكري معادٍ لها على الجبهات الشمالية.

مقالات ذات صلة