تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري ممارسة ضغوطها على المتظاهرين في محافظة السويداء، بهدف إسكات الحراك الشعبي المستمر منذ عدة أشهر.
وأفادت مصادر محلية بحملة تهديدات واستدعاءات تستهدف سائقي وسائل النقل العام لمنعهم من نقل المشاركين في الحراك السلمي المناهض للنظام.
وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية أن المخابرات الجوية استدعت سائق حافلة في مدينة شهبا بريف السويداء ومنعته من نقل المتظاهرين، مما دفع العديد من السائقين في مختلف المناطق بما فيها بلدة القريا، إلى الامتناع عن تقديم خدمات النقل للمحتجين خلال الأسبوع الماضي.
وشهدت مدينة شهبا وقراها المجاورة صعوبات جمة في تأمين وسائل النقل بعد وضع إشارة رهن على إحدى الآليات، مما دفع النشطاء إلى تداول رسائل تفيد بأن “النقل غير مؤمن بسبب الضغط الأمني على كل سائق يتعاون مع الحراك”، داعين المشاركين إلى استخدام آلياتهم الخاصة أو الاعتماد على وسائل النقل العادية، حسب عدد من سكان المنطقة.
ورغم هذه الإجراءات التقييدية، لم تنجح محاولات النظام في منع المتظاهرين من الوصول والمشاركة في المظاهرة الجوالة، مما يعكس إصرارهم على مواصلة حراكهم السلمي.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي يوسف الشامي لمنصة SY24: “إن النظام وعبر أذرعه الأمنية يلجأ إلى تكتيكات جديدة في مواجهة حراك السويداء المستمر منذ أكثر من عام تقريباً، فهو يحاول استهداف البنية التحتية للحراك وخاصة وسائل النقل بدلاً من المواجهة المباشرة، والهدف من ذلك محاولة خنق الحراك لوجستياً دون اللجوء للعنف المباشر، إلى جانب تجنب الصدام المباشر مع المتظاهرين خشية توسع رقعة الاحتجاجات”.
وأشار إلى أن: “النظام يدرك تماماً خصوصية المنطقة وحساسية استخدام العنف المباشر، كما أنه يدرك جيداً قوة الحراك وقدرته على الاستمرار رغم العراقيل، ومن أجل ذلك نجد قدرة النظام الضعيفة على الضبط المباشر للمنطقة، وسط تماسك المجتمع المحلي وقدرته على إيجاد بدائل لاستمرار الحراك ومواجهة أي مخططات خبيثة يحضرها النظام وأعوانه في السويداء”.
وأكد الشامي على أنه “رغم كل تلك المخططات فإن السيناريوهات المتوقعة هي استمرار الحراك مع تطور أساليب المقاومة السلمية، ولكن هذا لا يعني أن النظام لن يحاول أن يطور أشكال جديدة من المواجهة غير المباشرة، بل سيبقى يحاول بهدف إخماد الحراك وإسكات أصوات المتظاهرين بشتى الوسائل المتاحة أمامه”.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة السويداء، أمس الإثنين، مظاهرة حاشدة تحت عنوان “من أجل مذكرات التوقيف والحجز التي ستطال الجميع”، حيث جاب المتظاهرون شوارع المدينة وأسواقها، منطلقين من دوار الشعلة مروراً بنقابة المحامين وصولاً إلى ساحة الكرامة.
وتوقف المحتجون، الذين قدموا من مختلف مناطق المحافظة، أمام مقر نقابة المحامين مطالبين باستقلالية القضاء من “الهيمنة الأمنية والحزبية”، رافعين لافتات تعبر عن مطالبهم بالحرية والعدالة وإسقاط النظام، وسط هتافات ثورية عمت أرجاء المدينة.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد النظام السوري إجراءاته القمعية ضد الحراك السلمي في محافظة السويداء، في محاولة لخنق أي صوت معارض يطالب بالتغيير السياسي والإصلاح.