تصاعد الفقر والجوع.. أزمة اقتصادية خانقة في شمال سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” تقريرًا حديثًا يوضح تدهور الوضع الاقتصادي في الشمال السوري لشهر تشرين الأول 2024، حيث يشير التقرير إلى ارتفاعات غير مسبوقة في مؤشرات الفقر والجوع، مع تزايد أعداد الأسر التي تعاني من عدم القدرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، ووفقًا للتقرير، بلغ حد الفقر المعترف به 12,346 ليرة تركية، فيما وصل حد الفقر المدقع إلى 11,128 ليرة، ما يعكس ارتفاعًا كبيرًا نتيجة التضخم المستمر وارتفاع الأسعار بشكل متزايد.

يروي “محمد الخليل” أحد السكان في ريف إدلب، أب لخمسة أطفال، خلال حديثه إلينا معاناته اليومية في تأمين متطلبات أسرته، يقول: إن “الأوضاع أصبحت لا تُطاق، الأسعار ترتفع كل يوم، وأجرة العامل اليومي لا تكفي حتى لشراء احتياجات يوم واحد ناهيك عن تأمين مواد التدفئة والمستلزمات المدرسية للأطفال، مما يجبرنا على الاستغناء عن الكثير من الضروريات “.

في ذات السياق أشار التقرير إلى أن 91.22% من العائلات تقبع تحت خط الفقر، بينما وصلت نسبة العائلات التي تعاني من الجوع إلى 41.49%، مما يزيد من الضغوط المعيشية ويهدد بارتفاع نسب العوز في المجتمع.

كما وصلت معدلات البطالة في المنطقة إلى 88.84%، وتشمل عمال المياومة الذين يعانون من غياب فرص العمل والاستقرار الاقتصادي، “علي العلي”  شاب عشريني عاطل عن العمل في مدينة عفرين يقول: “نبحث عن عمل يوميًا لكن الفرص شحيحة، وكلما حصلنا على عمل مؤقت لا يكفي لتغطية الاحتياجات اليومية المتزايدة”.

كما ارتفع سعر سلة الغذاء الأساسية ليصل إلى أكثر من 107 دولارات، أي حوالي 3,675 ليرة تركية، وهو أعلى مستوى تشهده المنطقة منذ خمس سنوات، الأمر الذي يضع المزيد من الأعباء على الأسر الفقيرة، ويُعزى هذا الارتفاع إلى التراجع المستمر في سعر صرف الليرة التركية، مقابل ثبات نسبي في الدخل الذي يغطي فقط 24% من نفقات الأسرة، مما يُبقي فجوة واسعة بنسبة 76% بين الدخل النفقات حسب التقرير.

بينما يبلغ عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية أكثر من 4.2 مليون مدني، يمثلون 68% من السكان، إذ يعاني حوالي 1.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، مما يدفع المنظمات الإنسانية إلى تكثيف الجهود لتقديم المساعدات.

 وفي ظل هذا الوضع، تم الإعلان عن تخصيص 25 مليون دولار كتمويل للاستجابة الإنسانية في فصل الشتاء المقبل، لكن “منسقو استجابة سوريا” تشير إلى أن هذا المبلغ يغطي فقط 8% من الاحتياجات، ما يستدعي تمويلاً يزيد بخمسة أضعاف على الأقل لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

يؤكد تقرير “منسقو استجابة سوريا” على خطورة الأوضاع الاقتصادية في الشمال السوري، حيث يواجه السكان تحديات متفاقمة في تلبية احتياجاتهم اليومية في ظل ارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، مع محدودية الدعم الإنساني المتوفر، إذ يبدو أن الأزمة مرشحة للتصاعد، مما يتطلب استجابة عاجلة من قبل الجهات الدولية لمساعدة المدنيين على مواجهة شتاء قاسٍ وتحديات اقتصادية باتت تهدد استقرار المجتمع ومستقبل أجياله.

مقالات ذات صلة