في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها إدلب، يواجه التعليم تحديات غير مسبوقة، كانقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت وعدم توفر الأجهزة الإلكترونية الكافية يجعل التعليم عن بُعد مهمة شبه مستحيلة.
ومع ذلك، تبقى هناك قصص ملهمة لأطفال ومعلمين يحاولون التغلب على هذه الصعوبات بطرق مبتكرة تعكس صمودهم، وعلى الرغم من هذه التحديات، يسعى العديد من المعلمين والطلاب للحفاظ على استمرار العملية التعليمية، مما يعكس إرادة قوية للتعلم في مواجهة الأزمات.
الوضع العام للتعليم في إدلب:
تعاني إدلب من العديد من التحديات التي تؤثر على النظام التعليمي فيها، فقد أدى القصف المستمر وتدمير المدارس إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل كبير، العديد من الأطفال في المناطق المتضررة قد لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم بسبب الظروف الأمنية.
يقول “أحمد”، معلم في إدلب “في بداية الحرب، دُمرت العديد من المدارس هنا، وواجهنا صعوبة كبيرة في نقل الأطفال إلى أماكن آمنة للدراسة، أما الآن، ورغم قلة الإمكانيات، نبذل جهدًا كبيرًا لاحتضان الطلاب في أماكن مؤقتة”.
رغم هذه التحديات، هناك تطورات إيجابية تمثلت في إعادة تأهيل بعض المدارس وتوفير التعليم البديل من خلال مراكز تعليمية في المخيمات، ورغم صعوبة الوضع، يبذل المعلمون والطلاب جهودًا كبيرة للحفاظ على سير العملية التعليمية.
التحديات التي تواجه التعليم عن بُعد:
التحدي الأكبر الذي يواجه الطلاب في إدلب هو انقطاع الكهرباء المستمر وضعف شبكة الإنترنت، ففي العديد من المناطق، ينقطع التيار الكهربائي مما يجعل الوصول إلى الإنترنت شبه مستحيل، هذه المشكلة تجعل التعليم عن بُعد غير فعال لكثير من الطلاب.
الطالبة “سارة”، التي تقيم في مدينة إدلب تقول: “في بعض الأيام، لا أستطيع حضور دروسي عبر الإنترنت بسبب ضعف الإنترنت أحيانًا ننتظر لعدة ساعات حتى يعود، مما يعطل دراستنا”.
أصبح من الصعب على العديد من الأسر توفير الأجهزة الإلكترونية اللازمة للتعليم عن بُعد. كما أن الاضطراب الأمني والاقتصادي أثر على قدرة العائلات على شراء الأجهزة الإلكترونية.
قصص نجاح رغم التحديات:
على الرغم من هذه الصعوبات، هناك قصص نجاح ملهمة، العديد من المعلمين يبذلون جهدًا كبيرًا لتحفيز الطلاب على التعلم. حتى وإن كانت الظروف المحيطة بهم صعبة. كما أن بعض الأطفال يتغلبون على هذه التحديات عبر طرق مبتكرة للتعلم في ظل البيئة غير المستقرة.
المعلم “محمود” المقيم في مخيم للنازحين شمالي إدلب، يقول: “في مخيماتنا، لا يوجد كهرباء. لذلك نقوم بتوزيع أوراق العمل على الطلاب، ونعقد جلسات دراسية جماعية حيث لا تتوفر الإنترنت.
الطلاب في إدلب يظهرون صمودًا كبيرًا في مواجهة الصعاب، فالكثير منهم يسعى جاهدًا لتحقيق النجاح رغم جميع التحديات التي يواجهونها، بعضهم يحصل على دعم من المنظمات الإنسانية التي توفر أدوات مساعدة.
المبادرات التعليمية المحلية:
بدأت بعض المنظمات المحلية في إدلب بإنشاء منصات تعليمية خاصة بالمناطق التي تعاني من ضعف الاتصال بالإنترنت. كما تم تطوير حلول تعليمية مبتكرة تتناسب مع احتياجات الطلاب المحليين.
“فاطمة”، مسؤولة في إحدى المنظمات الإنسانية تقول: “عملنا على توفير منصات تعليمية ملائمة للطلاب في إدلب. حيث يمكنهم الوصول إليها من خلال هواتفهم المحمولة، حتى لو كانت الشبكة ضعيفة.”
إن التعليم في إدلب يواجه تحديات غير مسبوقة. ومع ذلك، تظل إرادة الطلاب والمعلمين أقوى من الصعوبات التي يواجهونها على الرغم من قسوة الظروف. هناك دائمًا بصيص من الأمل، سواء من خلال المبادرات المحلية أو القصص الملهمة التي تبين قوة الصمود والتكيف.
يبقى التعليم في إدلب أداة رئيسية لبناء مستقبل أفضل للأطفال. ومازال هناك حاجة ماسة لدعم مستمر من قبل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لضمان وصول التعليم إلى جميع الأطفال. وفي ظل هذه التحديات، تبقى الأمل في قدرة الجميع على إيجاد حلول مبتكرة للحفاظ على العملية التعليمية في الشمال السوري. بغض النظر عن الصعاب التي قد تواجههم.