حوادث مأساوية في شمالي غربي سوريا تودي بحياة مدنيين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

شهدت مناطق شمالي غربي سوريا خلال اليومين الماضيين حوادث مأساوية راح ضحيتها عدد من المدنيين، وتفاوتت أسباب هذه الحوادث بين حوادث السقوط وحوادث السير والاستهداف بالطائرات المسيرة مما يعكس تفاقم معاناة المدنيين في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية.

وفاة طفلة إثر سقوطها في بركة مياه في إدلب

في حادث مأساوي وقع يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني، توفيت طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات إثر سقوطها في بركة لتجميع المياه في قرية صراريف بريف إدلب الجنوبي الغربي، ورغم التدخل السريع لفرق الدفاع المدني السوري، التي قدمت الإسعافات الأولية للطفلة ونقلتها إلى مركز صحة النساء والأسرة في القرية، إلا أنها فارقت الحياة في المستشفى نتيجة الإصابات التي تعرضت لها.

تعد هذه الحادثة مؤشراً على خطر البرك المكشوفة التي تشكل تهديداً للأطفال في المناطق الريفية، حيث تستخدم هذه البرك لتجميع المياه في ظل نقص الموارد المائية والبنية التحتية، مما يتطلب تعزيز الوعي بضرورة اتخاذ تدابير حماية للأطفال، إضافة إلى البحث في حلول أكثر أماناً لتخزين المياه.

سلسلة حوادث سير تسفر عن وفاة وإصابات

وفي سياق آخر، شهد يوم الثلاثاء 12 تشرين الثاني عدة حوادث سير متفرقة في شمال غربي سوريا، أسفرت عن وفاة رجل وإصابة سبعة مدنيين آخرين بينهم امرأتان، ومن بين هذه الحوادث وقع تصادم بين سيارة وآلية رص أسفلت على طريق (أطمة – دير بلوط) ، حيث توفي رجل وأصيبت زوجته بجروح، كما أصيب مدنيان آخران إثر تصادم سيارتين على طريق (ترمانين – التوامة ) ، بينما تعرض شاب لإصابات جراء تدهور دراجته النارية على طريق حارم – سلقين، وفي مدينة كفرتخاريم، أصيبت امرأة إثر حادث تصادم بين سيارتين، في حين أصيب شابان آخران بجروح ورضوض نتيجة انحراف سيارتهما على طريق (إدلب – عرب سعيد) .

قامت فرق الدفاع المدني بنقل جثمان الرجل المتوفى من مشفى أطمة إلى الطبابة الشرعية، وتولت إسعاف الجرحى. إضافة إلى إزاحة المركبات المتضررة وإزالة آثار تسرب الوقود على الطرق. إذ تعكس هذه الحوادث تدهور حالة الطرق في المنطقة وغياب إجراءات السلامة المرورية. وهو ما يتطلب جهوداً من الجهات المعنية لتحسين ظروف الطرق وتوفير أدوات السلامة.

تصاعد القصف بالطائرات المسيرة: إصابة مدنيين وأضرار بالممتلكات

وفي تطور خطير، شهدت بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني، استهدافاً من قبل قوات النظام السوري باستخدام ثماني طائرات مسيرة انتحارية. مما أدى إلى إصابة أربعة أطفال ورجلين، وإلحاق أضرار مادية في سيارتين وعدد من المحال التجارية في السوق المحلي.

فرق الدفاع المدني السوري هرعت إلى المكان لإسعاف المصابين وتفقد المواقع المستهدفة لضمان عدم وقوع ضحايا آخرين. يذكر أن الاستهداف بالطائرات المسيرة بات أسلوباً متكرراً يستخدمه النظام. حيث تم توثيق ما يقارب 110 عمليات استهداف بالطائرات المسيرة منذ بداية شهر تشرين الثاني، تركزت معظمها على ريف حلب الغربي، وخاصة مناطق الأبزمو وتقاد، مما يرفع من أعداد الضحايا ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

 تدهور الوضع الأمني والإنساني في شمال غربي سوريا

تشير هذه الحوادث إلى تصاعد خطورة الحياة اليومية في شمال غربي سوريا. حيث يواجه المدنيون مخاطر متعددة سواء من تدهور البنية التحتية والخدمات أو استمرار الاستهداف العسكري. فبينما تتزايد الحوادث المرتبطة بانعدام السلامة مثل السقوط في برك المياه أو حوادث السير على الطرق المتهالكة. يبقى الاستهداف العسكري بالطائرات المسيرة والضربات الجوية التحدي الأكبر. حيث تتسبب هذه الهجمات في إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وتعطيل النشاط الاقتصادي.

تظهر هذه الحوادث المتكررة مأساة المدنيين في شمال غربي سوريا. حيث يواجهون مصاعب حياتية متزايدة في ظل نقص الخدمات الأساسية وتدهور البنية التحتية. فضلاً عن الاستهداف العسكري المستمر الذي يعمق معاناتهم. يتطلب الوضع تدخلاً إنسانياً عاجلاً لتأمين الحماية للأهالي وتعزيز إجراءات السلامة، إلى جانب الضغط الدولي لوقف الاستهداف العسكري. والعمل على توفير حلول أمنية واقتصادية تلبي احتياجات السكان وتضمن لهم الحد الأدنى من الأمان.

مقالات ذات صلة