شهدت سوريا ليلة الخميس ضربات إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع في دمشق وحمص، مخلفةً قتلى وجرحى وأضراراً مادية جسيمة. بينما أكدت إسرائيل استمرار الضربات الجوية للميليشيات المدعومة من إيران. وتزامنت هذه الضربات الإسرائيلية على دمشق وحمص مع زيارة مستشار المرشد الإيراني إلى العاصمة السورية.
ووفقاً لوكالة أنباء النظام السوري “سانا”، أدت الغارات إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة 16 آخرين، كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة آثار الدمار الناتج عن الضربات التي استهدفت مناطق مأهولة في العاصمة.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجوم كان يستهدف أصولاً ومقار قيادية لحركة الجهاد الإسلامي، وليس عملية اغتيال محددة، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف أي محاولة لنقل أسلحة إلى حزب الله.
في سياق متصل، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بياناً رسمياً أكدت فيه مقتل عدد من عناصرها في الهجمات التي استهدفت العاصمة السورية، وتعد الحركة من أبرز الفصائل المدعومة من إيران، ولها علاقات وثيقة بالنظام السوري وحزب الله، ما يجعلها هدفاً متكرراً للضربات الإسرائيلية.
تصعيد في القصير:
بالتزامن مع الغارات على دمشق، استهدفت هجمات جوية إسرائيلية مساء الخميس منطقة “جسر الموح” في ريف القصير جنوبي حمص. وأفادت إذاعة محلية بأن الخسائر اقتصرت على أضرار مادية.
ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من استهداف عدة مواقع استراتيجية في القصير، شملت جسوراً تربط بين قرى شرق وغرب نهر العاصي. بالإضافة إلى نقاط عسكرية تابعة للنظام والميليشيات الإيرانية. ما أدى إلى إصابة 11 شخصاً وأضرار جسيمة في البنية التحتية.
دوافع التصعيد وتداعياته:
تشير هذه الهجمات إلى استمرار الصراع الإقليمي على النفوذ داخل سوريا. حيث تحاول إسرائيل من خلال ضرباتها الجوية كبح التوسع الإيراني وضمان أمنها القومي. ويعكس هذا التصعيد عزم إسرائيل على التصدي لنقل الأسلحة إلى حزب الله أو تعزيز النفوذ الإيراني قرب حدودها.
في ظل التصعيد المستمر في سوريا، تظل المنطقة ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. وبينما تسعى الأطراف المختلفة لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية. تتصاعد مخاوف المدنيين الذين يدفعون ثمن الصراعات التي تستنزف موارد البلاد وتعمّق أزماتها الإنسانية.