تراجع أسعار الذهب عالميًا ينعكس على الأسواق السورية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

شهدت أسعار الذهب تراجعًا عالميًا، مسجلة أدنى مستوياتها خلال الشهرين الماضيين، مدفوعة بارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، وفقًا لتقارير وكالة “رويترز”، هذا التراجع يأتي وسط حالة من عدم اليقين بشأن سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بخفض أسعار الفائدة.

تأثير التراجع العالمي على الأسواق السورية:

انعكست الانخفاضات العالمية على الأسواق المحلية في دمشق، وبحسب النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصناعة المجوهرات، انخفض سعر غرام الذهب عيار 21 بمقدار 20 ألف ليرة سورية ليبلغ سعر المبيع مليون و75 ألف ليرة، وسعر الشراء مليون و74 ألف ليرة، كما انخفض سعر الليرة الذهبية إلى 9 ملايين ليرة، مما يعكس انخفاضًا إجماليًا يقدر بأكثر من 90 ألف ليرة خلال أسبوعين.

أما في مناطق الشمال السوري، فقد انخفض غرام الذهب عيار 21 وفق جمعية الصاغة في إدلب إلى 73.5 دولار، بعدما كان قارب 80 دولارًا قبل أسابيع، هذا التراجع يعكس حساسية السوق المحلية تجاه التغيرات العالمية، خصوصًا في ظل تقلب سعر صرف الدولار في السوق.

عوامل التراجع: الدولار وسندات الخزانة:

وفقًا للمحللين، فإن التراجع الحاد في أسعار الذهب يعود إلى الارتفاع الملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، الذي وصل إلى أعلى مستوياته خلال عام كامل، مما ضغط على أسعار الذهب التي تتأثر عادةً بعلاقة عكسية مع الدولار. عوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة عززت هذا الاتجاه، حيث يرى المستثمرون السندات كبديل آمن مقارنة بالمعدن الأصفر.

أسواق العملات وتأثيرها على الأسعار المحلية:

شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في دمشق 14,850 ليرة للمبيع، و14,750 للشراء، وفي إدلب سجل الدولار 15,400 ليرة للمبيع و15,300 للشراء. أما في التعاملات مع الليرة التركية، تراوح سعر الدولار بين 43.2 و43.7 ليرة تركية، هذه التغيرات أدت إلى مزيد من الضغط على الأسواق السورية، مما ساهم في تقلب أسعار الذهب محليًا.

يعكس هذا التراجع الحاد في أسعار الذهب حالة التوتر المستمر في الأسواق العالمية، فالقرارات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات الدولار والذهب، مع تأثر مباشر للأسواق الناشئة والمناطق التي تعتمد على الدولار كمرجع، في سوريا تتأثر الأسواق المحلية بشكل حاد بالتقلبات العالمية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الهشة، حيث تعتمد بشكل كبير على حركة العملات الأجنبية، مما يجعل الذهب أكثر عرضة للتقلبات مقارنة بالأسواق الأخرى.

تُظهر التغيرات الأخيرة في أسعار الذهب العالمية وأسواق العملات انعكاسًا لتحديات اقتصادية معقدة تواجه سوريا حيث يؤدي التذبذب في الأسعار إلى زيادة العبء على المواطنين الذين يعتمدون على الذهب كملاذ اقتصادي مع استمرار قوة الدولار وزيادة العوامل الضاغطة على الأسواق العالمية، يبقى المشهد الاقتصادي السوري عرضة لمزيد من التقلبات، ما يفرض تحديات إضافية على السوق المحلية التي تعاني أصلًا من تبعات الأزمات الداخلية والدولية.

مقالات ذات صلة