كيف تساهم دورات محو الأمية في عفرين في تمكين النساء؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تُعد محو الأمية من القضايا الأساسية التي تسعى المجتمعات للنهوض بها كجزء من عملية التمكين والتطوير، خاصة في ظل الظروف التي تفرض تحديات كبيرة على الفئات المهمشة.

في هذا السياق، تأتي أهمية التدريبات التعليمية التي تستهدف النساء، لتفتح لهن آفاقاً جديدة تُمكنهن من تجاوز الأمية والمشاركة بفعالية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

في مدينة عفرين شمال غربي سوريا، انطلقت إحدى هذه المبادرات التي جمعت بين التعليم وتمكين المرأة، مستهدفة السيدات اللواتي حُرمن من فرصة التعلم في وقت سابق، لتكون هذه التدريبات بمثابة نافذة أمل لمستقبل أفضل.

واستهدف برنامج محو الأمية الذي نظمه مركز عنبر المجتمعي في مدينة عفرين 12 سيدة ضمن تدريب تعليمي امتد على مدار شهرين، بواقع ثلاث جلسات أسبوعيا، ركز التدريب على تعليم أساسيات القراءة والكتابة، حيث شملت محاوره تعلم الحروف وقراءة النصوص بالشكل الصحيح، مع تطبيق المهارات اللغوية المختلفة مثل المدود، التنوين، اللام القمرية والشمسية.

أهمية التدريب:

جاء هذا التدريب ليعزز قدرات النساء، خاصة من كبار السن، اللاتي شكلن أغلبية المشاركات، وأشار مدير المركز “عامر زيدان” إلى أن الهدف الأساسي من التدريب هو منح السيدات القدرة على القراءة والكتابة، بما يمكنهن من المشاركة بشكل أوسع في المجتمع ويعزز ثقتهن بأنفسهن، وأضاف أن الالتزام الكبير من المشاركات خلال فترة التدريب يعتبر إنجازاً نوعياً في مسيرة المركز.

تدريبات مهنية:

من أبرز التدريبات التي قدمها المركز للسيدات كانت دورات الخياطة وإعادة التدوير ولف الورق والصوف والستان، كما اختتم العام الماضي بمعرض تحت عنوان “سوريات ملهمات” لعرض إنتاجات السيدات المشاركات، ولم يقتصر عمل المركز على التدريبات فحسب، بل شمل أنشطة الدمج المجتمعي وجلسات الحوار المفتوح ونادي السينما الخاص بالسيدات، الذي يوفر منصة لمناقشة الأفلام وتحليلها.

يقول “زيدان” منذ أن تأسس المركز في عام 2020  بمدينة عفرين، أصبح منصة تقدم مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية والمهنية التي تستهدف جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال، اليافعين، الشباب، السيدات، وكبار السن، بالإضافة إلى المصابين بالحرب.

ويشكل تدريب محو الأمية خطوة هامة نحو تمكين النساء، خاصة من الفئات المهمشة، ومنحهن فرصة جديدة للمساهمة الفعالة في المجتمع، إذ أن المبادرات المماثلة ليست مجرد برامج تعليمية، بل هي بذور أمل تُزرع لتحقق تغييراً إيجابياً مستداماً، وتعيد للسيدات ثقتهن بأنفسهن في بيئة تعزز الكرامة والإنسانية.

مقالات ذات صلة