تحديات صحية كبيرة يواجهها السكان في ريف إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تعد الرعاية الصحية حقًا أساسيًا يجب أن يتمتع به كل فرد في المجتمع، لكن في العديد من المناطق الريفية في إدلب، يعاني الأهالي من صعوبة كبيرة في الوصول إلى خدمات صحية مناسبة.

تزداد معاناتهم نتيجة للعديد من العوامل، مثل المسافات البعيدة عن أقرب المرافق الصحية، نقص الكوادر الطبية، وضعف البنية التحتية في هذه المناطق، وتضاف إلى هذه الصعوبات غياب التوعية الصحية المناسبة، ما يؤدي إلى تفشي الأمراض المزمنة والمعدية في ظل ظروف معيشية صعبة.

التحديات الرئيسية:

تعتبر المسافات الطويلة إلى المرافق الصحية أحد أكبر العوامل التي تعيق وصول الأهالي إلى الرعاية الصحية في بعض المناطق الريفية، وقد يحتاج الشخص إلى السفر لمسافات تصل إلى عدة ساعات للوصول إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي، مما يشكل عبئًا إضافيًا، خاصة في حالات الطوارئ.

“أبو محمود”، وهو من سكان بلدة محمبل غربي إدلب، يقول: “عندما أصابني ألم شديد في الصدر، اضطررت للذهاب إلى المستشفى في مدينة إدلب، وكان الأمر يتطلب مني السفر لمدة ساعتين، وفي مثل هذه الحالات، قد يكون الوقت حاسمًا للنجاة”.

كما تفتقر العديد من المناطق الريفية إلى الأطباء المتخصصين والممرضين، حيث تعمل بعض المرافق الصحية بأعداد قليلة من الأطباء، مما يحد من قدرتها على تقديم الرعاية الكافية للسكان.

معاناة الأهالي في الحصول على الرعاية الصحية:

يعاني الأهالي في المناطق الريفية من ظروف معيشية صعبة تتسبب في نقص الموارد المادية اللازمة لتغطية تكاليف العلاج، وفي كثير من الأحيان، تتجاوز تكاليف السفر إلى المراكز الصحية قدرتهم المالية، مما يؤدي إلى التأخير في تلقي العلاج أو حتى تفاقم المرض.

“أم سليم”، وهي أم لثلاثة أطفال من ريف إدلب الجنوبي، تقول: “عندما أصيب ابني بالتهاب رئوي، اضطررنا للذهاب إلى المدينة، ولكن تكلفة النقل كانت باهظة، وبقيت في المنزل وأعطيته العلاج المنزلي حتى تدهورت حالته”.

في ظل عدم توفر الرعاية الصحية المناسبة، تنتشر الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم في المناطق الريفية بشكل متزايد.

“أبو سعيد”، مزارع يقيم في ريف إدلب الغربي، يوضح: “أعاني من مرض السكري منذ عدة سنوات، لكنني لا أستطيع الحصول على العلاج بانتظام بسبب بعد المستشفى عن قريتي”.

غياب التوعية الصحية:

تعد قلة الوعي الصحي في المناطق الريفية من أبرز التحديات، فالأهالي يفتقرون إلى المعلومات المتعلقة بالوقاية من الأمراض والتشخيص المبكر، مما يؤدي إلى تدهور الحالات الصحية.

“أم فاطمة”، من قرية شنان جنوبي إدلب، تقول: “لا يوجد أحد ليعلمنا كيفية الوقاية من الأمراض، وسمعنا عن بعض العلاجات الطبيعية من الجيران، لكننا لا نعرف إن كانت فعالة أم لا”.

الحلول الممكنة لتحسين الرعاية الصحية:

يجب بناء المزيد من المرافق الصحية في القرى والمناطق النائية وتجهيزها بالمعدات الطبية الحديثة، ما سيسهم في تقليل المسافات الطويلة التي يضطر الأهالي للسفر إليها للحصول على العلاج.

الطبيب “رائد”، طبيب عام في مدينة إدلب، يقول: “لو تم توفير المزيد من المراكز الصحية، لكانت القدرة على علاج المرضى بشكل أسرع وأكثر فعالية”.

ومن المهم كذلك تدريب الكوادر الصحية في المناطق الريفية، بما في ذلك الأطباء والممرضين، للتعامل مع الأمراض المستعصية والإسعافات الأولية بشكل جيد.

الممرضة فاطمة، التي تعمل في مركز صحي ببلدة أحسم جنوبي إدلب، تضيف: “التدريب المستمر للأطباء والممرضين يساعد على تقديم رعاية صحية أفضل، خاصة في حالات الطوارئ”.

يمكن أن تلعب المنظمات الدولية والمحلية دورًا مهمًا في دعم الرعاية الصحية من خلال تقديم الأدوية والمعدات الطبية، وكذلك تنظيم حملات التوعية.

إن معاناة الأهالي في المناطق الريفية في الحصول على الرعاية الصحية ليست مشكلة بسيطة، بل هي قضية تحتاج إلى حلول جذرية وتعاون مشترك بين الحكومة والمنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي، من خلال توفير المرافق الصحية، وتحسين التوعية الطبية، وتدريب الكوادر المحلية، يمكننا تحسين الوضع الصحي في هذه المناطق بشكل ملحوظ.

مقالات ذات صلة