تحذيرات من إعادة تشكيل الخلايا لنفسها في البادية من جديد

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

حذّرت مصادر أمنية متعددة من عودة نشاط تنظيم داعش بشكل ملحوظ في البادية السورية، حيث يقوم التنظيم بإعادة هيكلة صفوفه وترتيب أوراقه، مستفيداً من حالة الانقسام والفوضى الأمنية التي تعيشها سوريا.

تصاعد العمليات العسكرية في البادية السورية

وفي أحدث عملياته العسكرية، نفذ التنظيم هجوماً مزدوجاً استهدف مواقع ودوريات تابعة للميليشيات الموالية لإيران في بادية حمص الشرقية.

وحسب الأنباء الواردة، فإن عشرات المسلحين التابعين للتنظيم شنوا هجوماً واسع النطاق، مستخدمين أسلحة ثقيلة ومتوسطة، على مقرات عسكرية تابعة لميليشيا “فاطميون” الأفغاني وميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني في المنطقة الممتدة بين مدينتي تدمر والسخنة شرقي حمص.

وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة عناصر من الميليشيات الإيرانية، بينهم قياديون بارزون وإصابة عدد غير محدد من المقاتلين، إضافة إلى تدمير ما لا يقل عن ثلاث آليات عسكرية وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالمقرات العسكرية

واتسم الهجوم بالتخطيط المحكم والتنفيذ على مرحلتين. المرحلة الأولى هجوم مباشر على المقرات العسكرية أدى إلى اشتباكات عنيفة. والمرحلة الثانية استهداف دوريات التعزيزات القادمة من ميليشيا “الحرس الثوري” بعبوات ناسفة مزروعة مسبقاً.

العوامل المساهمة في تجدد نشاط داعش

وأكد محللون على أن هناك عدة عوامل تساهم في تجدد نشاط داعش، ومنها: الفوضى الأمنية المستشرية في المناطق السورية. تشرذم الولاءات وتعدد القوى المسيطرة. ضعف التنسيق الأمني بين مختلف الأطراف. الظروف الجغرافية للبادية السورية التي تشكل ملاذاً آمناً للتنظيمات المسلحة. وانشغال القوى الدولية والإقليمية بملفات أخرى.

وبدأ تنظيم داعش يتميز بخاصيتين رئيسيتين. أولها القدرة الفائقة على استغلال النزاعات والصراعات المحلية لصالحه. والثانية هي الصبر الاستراتيجي والقدرة على الانتظار لسنوات حتى تحين لحظة الانقضاض المناسبة، وفق خبراء ومحللين.

وفي هذا الصدد، قال المنسق العام لمجلس القبائل والعشائر السورية، مضر الأسعد لمنصة SY24: “لا يمكن القول إن داعش قد انتهى فهذه مغالطة كبيرة للأمر الواقع. فالتنظيم موجود ولا يمكن القضاء عليه أبدا لأنه فكر وُجد في أدمغة بعض الشباب، وهم ما زالوا يؤمنون بهذا الفكر لأسباب عدة. وعلى رأسها الجرائم التي ترتكب من قبل الميليشيات الإيرانية ومن النظام السوري بحق السوريين. وغيرها من الأسباب التي تدفع بكثير من الشباب إلى إعادة تنشيط داعش”.

وأضاف: “لكن ما يجري في البادية اليوم هو محاولة بعض الأطراف كسب الشرعية بحجة محاربة داعش. ومن أجل ذلك يقومون بالزج ببعض المجموعات وإلباسها ملابس داعش للإيحاء بأنهم يعملون على ملاحقتهم للقضاء عليهم، لذا يمكن توصيف ما يجري في البادية بأنها حرب بين الوكلاء”.

وتابع: “التخلص من داعش يكون أولا بالتخلص من الميليشيات الإيرانية وكل الميليشيات المنتشرة في سورية. وأيضا إسقاط نظام الأسد وتنفيذ القرارات الدولية، وبعدها سيتم التخلص من داعش نهائياً”.

وفي السياق، حذّر الخبراء من احتمال بدء حقبة جديدة لداعش وخلاياه في المنطقة. إضافة إلى المخاوف من خطورة استغلال التنظيم للظروف الراهنة لإعادة بناء قدراته وإمكانية توسيع نطاق عملياته ليشمل مناطق أخرى.

وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، تتزايد المخاوف من إمكانية استغلال التنظيم للظروف الراهنة لإعادة تأسيس نفسه كقوة فاعلة في المنطقة. خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في سوريا والمنطقة ككل.

ويشدد المراقبون على أن مواجهة هذا التهديد المتجدد تتطلب جهداً دولياً منسقاً وتعاوناً وثيقاً بين مختلف الأطراف المعنية بمكافحة الإرهاب. مع ضرورة معالجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تشكل بيئة خصبة لنمو داعش وخلاياه.

مقالات ذات صلة