تشير الإحصائيات الواردة من مدينة الرقة شرق سوريا إلى وجود 25 مدرسة مدمرة كلياً و200 مدرسة متضررة وبحاجة إلى ترميم جزئي، ليصل مجموع المدارس المتضررة إلى 225 مدرسة.
وتكشف تلك الأرقام الصادمة، حسب وصف الأهالي، حجم الدمار التعليمي في مدينة الرقة عن مأساة حقيقية طالت قطاع التعليم بشكل مباشر.
وتواجه المنطقة، حسب جهات خدمية مسؤولة، تحديات مالية هائلة لإعادة بناء المؤسسات التعليمية، حيث تحتاج إلى موازنة سنوية تبلغ 4 ملايين دولار، بينما تتلقى دعماً حالياً من الإدارة الذاتية يبلغ 1.5 مليون دولار فقط، مما يخلق عجزاً مالياً سنوياً يقدر بـ 2.5 مليون دولار.
وتشير التقديرات إلى أن إعادة تأهيل المدارس بشكل كامل ستستغرق عشر سنوات بتكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليون دولار، بحسب الجهات القائمة على القطاع التعليمي في الرقة.
ورغم هذه التحديات الجسيمة، نجحت المنطقة في الحفاظ على استمرارية التعليم من خلال تفعيل 500 مدرسة، مع ابتكار حلول للمناطق النائية عبر استئجار منازل ونصب خيام تعليمية.
ومن أبرز الإنجازات المدرسية الحديثة مدرسة “عبد الله الحسن” المكونة من 3 طوابق و31 غرفة صفية تستوعب 1000 طالب، بحسب ما تحدث به مصدر في مجلس الرقة المدني.
وتغطي الموازنة الاستثمارية الإنشاءات والمستلزمات الدراسية من ألواح ومقاعد وطباعة كتب، مستثنية رواتب المعلمين، ما يؤكد أن التحدي ليس مالياً فحسب، بل هو تحدٍ إنساني بامتياز يتطلب تضافر الجهود لإعادة بناء مستقبل التعليم في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي، أحد سكان المنطقة الشرقية لمنصة SY24: “إن البنية التحتية التعليمية تعاني من الكثير من الظروف وأهمها الحاجة إلى الدعم لترميم ما يمكن ترميمه من مدارس دمرها تنظيم داعش والحرب عليه في سنوات ماضية”.
ورأى أن القطاع التعليمي بشكل عام يعاني من تسرب الطلاب من المدارس إضافة إلى نقص الكوادر التعليمية، مرجعاً السبب إلى الواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي في المنطقة الشرقية، وفق تعبيره.
ودعا المنظمات المحلية والدولية وكل الجهات الخدمية والتعليمية، إلى دعم العملية التعليمية بكافة مراحلها في الرقة، محذراً من التبعات السلبية على جيل كامل من الأطفال نتيجة تلك الظروف والتحديات.
وأجمع سكان المنطقة على أن الإصرار على التعليم والتعلم هو أقوى من كل التحديات، حيث يواصل أهالي الرقة بناء مستقبلهم التعليمي رغم كل الصعوبات ومن أبرزها ه وجود 225 مدرسة شاهدة على دمار الحرب وما تعرضت له المدينة خاصة في ظل سيطرة داعش عليها قبل سنوات قليلة.
ويعتبر قطاع التعليم من أبرز القضايا التي تتصدر المشهد في المنطقة الشرقية خلال هذه الفترة، إلى جانب ملفات اقتصادية واجتماعية وصحية أخرى، ما يجعل الإدارة الذاتية أمام تحديات كبيرة لتلبية كل الشكاوى الأخرى.
الجدير ذكره وحسب شبكة مراسلي SY24 في المنطقة الشرقية، فإن العملية التعليمية في مدينة الرقة تراجعت خلال السنوات الماضية، ما أثر بشكل مباشر على عدد كبير من الشباب والأطفال وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي.