أشاد التحالف الدولي بإعادة إحياء مستشفى التوليد وأمراض النساء في مدينة الرقة شرق سوريا، والذي كان قد تعرض للتدمير والنهب على يد تنظيم داعش، في خطوة تعكس التعافي التدريجي للمدينة من آثار الدمار.
ويمثل هذا الإنجاز الطبي، الذي تحقق بفضل جهود المجلس المحلي، حسب المكتب الإعلامي للتحالف الدولي، علامة فارقة في مسيرة تعافي المدينة وإعادة إعمارها.
وتتجلى أهمية المستشفى في الأرقام اللافتة التي يسجلها شهرياً، إذ يقدم نحو 4000 استشارة طبية متخصصة في مجال صحة المرأة، فضلاً عن إجراء 700 ولادة طبيعية و300 عملية قيصرية، مما يجعله مركزاً حيوياً للرعاية الصحية في المنطقة بأكملها.
والمكتب الإعلامي للتحالف، شهادة من إحدى الإداريات في المستشفى عبّرت فيها عن عمق التحول الذي يشهده المرفق الطبي، مشيرة إلى أن كل طفل يولد في المستشفى يمثل بذرة أمل جديدة في تربة المدينة.
وأكدت الإدارية على أن جيل المستقبل الذي يولد اليوم سيكون له الدور الأكبر في إعادة بناء المنطقة وإحياء نهضتها، وفق تعبيرها.
ويتميز المستشفى بتقديم خدماته المجانية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، مما يجعله ملاذاً آمناً للنساء في الرقة والمناطق المحيطة بها.
وتعكس هذه الخدمات المستمرة التزام المؤسسة الطبية بدورها الإنساني في خدمة المجتمع، وتأكيداً على أن عجلة الحياة تعود للدوران في مدينة عانت طويلاً.
ويشكل هذا المرفق الصحي نموذجاً للتعافي المجتمعي، حيث يتجاوز دوره الطبي ليصبح منارة أمل تبشر بمستقبل أفضل لأجيال قادمة، وشاهداً على قدرة المجتمعات على النهوض من الرماد وبناء حياة جديدة رغم كل التحديات، وفق المصادر ذاتها.
وقالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة مايا عصملي لمنصة SY24: “إن الاهتمام بالمرأة والطفل صحياً وطبياً واقتصادياً وحقوقياً وفي كل المجالات، ينعكس بشكل إيجابي على أي مجتمع وفي أي منطقة كانت سواء المنطقة الشرقية أو محافظات سورية أخرى”.
وأضافت: “لا تكفي إشادة الجهات الداعمة بهذه المنشآت الطبية وأقصد هنا مستشفى التوليد والأمراض النسائية، بل ينبغي العمل على زيادة الدعم وتوفير الإمكانات للنهوض بالبنية التحتية الطبية في الرقة وريفها، فالقرى والبلدات المحيطة بالرقة تحتاج للكثير من الإمكانيات والدعم من المنظمات الدولية التي تستهدف الطفل والمرأة وحتى أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن وذوي الاحتياجات وجميع الفئات والشرائح في المجتمع”.
ولفتت إلى أن ما يقدمه مستشفى التوليد والأمراض النسائية بحسب الأرقام الواردة هو مؤشر مهم ويجب التركيز عليه بشكل مستمر، ويؤكد على أن المنطقة تتعافى وتنفض عنها غبار الدمار والصعوبات التي واجهتها منذ سيطرة داعش عليها قبل سنوات، وفق تعبيرها.
ومؤخراً، أكد التحالف الدولي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أنه: “قبل عشر سنوات، دمر تنظيم داعش البنية التحتية الحيوية في سوريا، ولكن بفضل صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا، تم تحسين حياة أكثر من 14.5 مليون سوري، حيث قدّم شركاء التحالف الدولي الدعم لأكثر من 110 مشاريع في مجالات الزراعة والصحة والتعليم وسبل العيش، وما زلنا نواصل جهودنا في إعادة الإعمار معًا”.
وبين فترة وأخرى يشيد التحالف الدولي بالإنجازات الإيجابية التي تشهدها مدينة الرقة بعد دحر داعش منها، ففي وقت سابق أيضاً، أعلن التحالف الدولي عن إعادة إنعاش “ملعب الرشيد” لكرة القدم في مدينة الرقة شرقي سوريا، وذلك بعد أن كان مسرحا لعمليات تنظيم داعش ومقابره الجماعية.
وذكر المكتب الإعلامي للتحالف الدولي في تقرير له، في قلب مدينة الرقة، يبقى ملعب الرشيد صامداً بمثابة تذكير بماضي المدينة المضطرب.
يشار إلى أنه في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017، تم تحرير مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم “داعش” ورغم مرور هذه الفترة الزمنية لا تزال المدينة تعاني من آثار الدمار الهائل الذي لحق بها خلال المعارك، وتواجه تحديات جمة في مسيرة إعادة الإعمار والتنمية، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والمعيشية.