أطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نداءً عاجلاً لتوفير الإمكانات الطبية اللازمة للمخيم لمواجهة تفشي الأمراض، وعلى رأسها وباء الكوليرا المستجد.
ويُشكل النقص الحاد في مرافق الاختبار في محافظة الحسكة، إلى جانب شح الموارد المخصصة للخدمات الصحية، تحدياً كبيراً أمام جهود احتواء تفشي الوباء.
كما أن المجتمعات المضيفة، التي تعاني أصلاً من مستويات مرتفعة من الاحتياجات الإنسانية والخدمات المُجهدة، تواجه ضغوطاً إضافية نتيجة هذه الأزمة، حسب تقرير صادر عن المكتب الإنساني التابع للأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، نقل ناشط سياسي (أحد أبناء الرقة وفضّل عدم ذكر اسمه في حديثه لمنصة SY24) عن بعض القاطنين في مخيم الهول قولهم: إن “الوضع الصحي في المخيم يشهد تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة، فقد انخفض مستوى الدعم المالي لهذا القطاع، مما حرم كثيرين من الطبابة، إضافة إلى توقف إجراء العديد من العمليات الجراحية، في حين لم يعد يتطبب إلا القادر مالياً”.
ولفت القاطنون في المخيم إلى أن “هذا الوضع الصحي المتردي كان قائماً قبل انتشار جائحة كورونا، فكيف الآن وقد ضرب وباء الكوليرا المخيم؟”.
ورأى الناشط السياسي أن “القطاع الصحي يحتاج إلى تدخل منظمات أممية قادرة على احتواء انتشار الأمراض، وخاصة تلك التي تهدد النساء والأطفال وكبار السن، إضافة إلى العمل على تبديل الخيام المهترئة، إذ لاحظنا حجم الأضرار التي يتكبدها القاطنون هناك في حال العواصف المطرية أو الرياح شديدة القوة”.
وتشير التقارير الرسمية إلى تسجيل أكثر من 270 حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، مع تسجيل حالة وفاة واحدة حتى الآن، وفق المصدر ذاته.
وتتركز معظم هذه الحالات في مخيم الهول، الذي يأوي عشرات الآلاف من النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون في ظروف مزدحمة.
ووفقاً لمصدر خاص لمنصة SY24 في المنطقة الشرقية، فقد وصل عدد الإصابات الموثقة بالكوليرا في المخيم، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 11 حالة، جميعها في الأقسام المخصصة للسوريين.
ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن الواقع الفعلي قد يكون أسوأ مما تظهره الأرقام الرسمية، نظراً للانهيار شبه الكامل في المنظومة الصحية والطبية، إضافة إلى مشكلة تلوث المياه المستمرة التي تفاقم الوضع.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه مع اقتراب فصل الشتاء، تزداد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني، حيث تشير التقديرات إلى حاجة نحو 2.5 مليون شخص في سوريا للمساعدة في مواجهة تحديات الموسم البارد، لافتاً إلى أن الوضع يعد خطيراً بشكل خاص بالنسبة للنازحين في المخيمات والمواقع غير الرسمية.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يؤكد المسؤولون الأمميون على أهمية تعزيز الاستثمار في مساعدات التعافي المبكر ضمن إطار خطة الاستجابة الإنسانية واستراتيجية التعافي المبكر الجديدة.
ويتطلب الوضع استجابة دولية عاجلة وشاملة لمنع المزيد من التدهور في الأوضاع الصحية والإنسانية في المخيم، خاصة مع تحديات الشتاء القادم التي قد تزيد من تعقيد الأزمة القائمة، بحسب التقرير الأممي.