في تطور لافت ضمن سلسلة الضربات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، استهدفت غارة حديثة قياديًا بارزًا في حزب الله اللبناني. والذي وصفته مصادر أميركية بأنه “صيد ثمين”. هذه العملية، التي تتسم بالغموض والتعقيد تسلط الضوء على التوترات المتصاعدة في المنطقة، خاصة مع اشتداد الحرب بين إسرائيل ولبنان.
مقتل دقدوق.. تفاصيل عن العملية
وفقاً لموقع “العربية نت” التي نقلت عن مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى، فإن القيادي في حزب الله، علي موسى دقدوق، الذي يعتبر شخصية بارزة في التخطيط لهجمات معقدة على القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.
ورغم أن موعد وموقع العملية لم يُكشف عنهما بشكل دقيق أشار المسؤول إلى أن واشنطن لا تمتلك تفاصيل واضحة حول حيثيات الغارة أو ما إذا كان الهدف المحدد هو دقدوق.
من هو علي موسى دقدوق؟
دقدوق ليس اسمًا جديدًا في السجلات الأميركية؛ فقد اعتُقل عام 2007 بعد مشاركته في تخطيط هجوم وصف بالأكثر تعقيدًا خلال الحرب الأميركية في العراق.
وقعت العملية في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، عندما تمكنت مجموعة من المسلحين المتنكرين بزي فريق أمني أميركي من اختراق التحصينات بفضل أسلحتهم ومظهرهم المضلل. تمكن هؤلاء المسلحون من تجاوز نقاط التفتيش ليصلوا إلى المبنى المستهدف، حيث كانوا يحملون أسلحة أميركية ويتحدث بعضهم الإنجليزية بطلاقة.
الهجوم أسفر عن مقتل جندي أميركي باستخدام قنبلة يدوية، قبل أن يقتحم المسلحون المبنى ويأسروا أربعة جنود أميركيين. لاحقًا، وخلال عملية مطاردة شنتها مروحيات أميركية، أُعدم الجنود الأربعة على يد المسلحين أثناء محاولتهم الهروب.
سنوات من الاحتجاز
بعد الهجوم، تمكنت القوات الأميركية من القبض على دقدوق في مارس 2007. خضع لتحقيق مكثف لعدة سنوات. لكنه سُلّم لاحقًا إلى السلطات العراقية في ديسمبر 2011، والتي أطلقت سراحه ليعود إلى نشاطه ضمن صفوف حزب الله.
تصاعد الغارات الإسرائيلية في سوريا
منذ عام 2011، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع داخل سوريا. استهدفت خلالها قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة تقول إنها تابعة لإيران وحزب الله.
لكن وتيرة هذه الهجمات شهدت تصاعدًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة مع احتدام النزاع الإسرائيلي اللبناني. إسرائيل نادرًا ما تعلن مسؤوليتها عن هذه العمليات، إلا أنها تؤكد على لسان مسؤوليها أن أي محاولة لترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا ستُقابل برد حاسم.
تأثير استراتيجي وأبعاد إقليمية
اغتيال دقدوق، الذي يُعتبر شخصية بارزة في العمليات النوعية لحزب الله، يمثل ضربة موجعة للتنظيم وحلفائه. فالقيادي الذي حمل مسؤولية التخطيط لهجوم كربلاء الذي هز القوات الأميركية قبل عقدين تقريبًا، يعود اسمه الآن إلى الواجهة وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
هذا التصعيد يعكس تعقيد المشهد في سوريا، حيث تتشابك المصالح الدولية والإقليمية. ومع استمرار إسرائيل في ضرباتها، يبدو أن المنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد، في وقت يعيد فيه حزب الله وإيران ترتيب أوراقهما في مواجهة الضغوط المتزايدة.