تراكم النفايات في مخيمات النازحين شمال سوريا يهدد بكارثة صحية وبيئية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – SY24

أطلق فريق “منسقو استجابة سوريا” تحذيرًا عاجلًا من أزمة متفاقمة تتعلق بتراكم النفايات الصلبة داخل مخيمات النازحين في شمال سوريا. ووصفها الفريق بأنها تهديد مباشر لحياة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية.

وأوضح الفريق في بيان صحفي صدر اليوم السبت 23 نوفمبر 2024، أن غياب الدعم اللازم من المنظمات الإنسانية لإزالة النفايات، بالتزامن مع تزايد أعداد النازحين والمخيمات غير المخدّمة، ساهم في تفاقم هذه الأزمة إلى مستويات خطيرة.

أرقام صادمة وحجم الأزمة

بحسب البيان، يعاني 302 مخيمًا في الشمال السوري من غياب برامج ترحيل النفايات الصلبة، حيث يقطن هذه المخيمات أكثر من 328 ألف نازح، يشكل 79% منهم النساء والأطفال. وتنتج هذه المخيمات عشرات الأطنان من النفايات يوميًا، والتي تتراكم دون أي إدارة أو حلول مستدامة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية حادة.

وأكد “منسقو استجابة سوريا” أن الأزمة لا تتوقف عند حدود البيئة فقط، بل تمتد لتشمل انتشار الأمراض المعدية والتنفسية، وتلوث المياه الجوفية بفعل تسرب المواد الكيميائية الناتجة عن النفايات. وأضاف الفريق أن هذه الظروف تجعل الوضع في المخيمات أكثر تعقيدًا، ما ينذر بمزيد من الأضرار الصحية والاجتماعية.

الآثار السلبية المتزايدة

وعدد الفريق أبرز الآثار السلبية الناتجة عن تراكم النفايات، وأهمها انتشار الأمراض المعدية مثل الإسهالات الحادة والتهابات الجهاز التنفسي. فضلًا عن تزايد الأمراض الجلدية. بالإضافة إلى تلوث التربة والمياه الجوفية نتيجة تسرب النفايات الكيميائية، مما يجعل المياه غير صالحة للاستخدام في العديد من المناطق. كذلك تفاقم الأوضاع الاجتماعية داخل المخيمات بسبب الظروف المعيشية المتدهورة الناتجة عن تراكم النفايات، وعدم وجود حلول واضحة.

انخفاض التمويل يزيد الأزمة سوءًا

وأشار البيان إلى أن التحديات تتفاقم مع استمرار تراجع التمويل الإنساني المخصص للمخيمات، مما أدى إلى توقف العديد من البرامج التي كانت تُعنى بجمع النفايات وترحيلها إلى مكبات صحية. وحذّر الفريق من أن توقف هذه البرامج سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي والبيئي، وقد يجعل المخيمات بيئة غير صالحة للسكن.

نداءات عاجلة للحلول

في ضوء هذه الأزمة، دعا فريق “منسقو استجابة سوريا” إلى اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من حدة المشكلة، تضمنت:

  • 1. إطلاق حملات فورية لجمع النفايات وترحيلها إلى مكبات صحية مؤقتة معتمدة.
  • 2. توفير حاويات وفرز النفايات داخل المخيمات، بهدف تسهيل عملية الجمع والحد من المخاطر الصحية الناتجة عن تراكم النفايات العشوائي.
  • 3. دعم مشاريع الصرف الصحي في المخيمات لتحسين القدرة على التخلص الآمن من النفايات الصلبة.

مناشدة للمجتمع الدولي

وأكد الفريق في ختام بيانه أن هذه الأزمة تتطلب استجابة فورية من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية. إضافة إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية وغير آمنة. كما ناشد الفريق كافة الجهات المانحة بتوفير التمويل اللازم لتفادي كارثة صحية وبيئية وشيكة قد تعصف بالمخيمات.

وشدد “منسقو استجابة سوريا” على أن التباطؤ في التعامل مع هذه الأزمة قد يؤدي إلى تفاقم المخاطر، مما يهدد حياة الآلاف من النازحين، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا، كالنساء والأطفال، الذين يشكلون النسبة الكبرى من قاطني المخيمات المتضررة.

مقالات ذات صلة