الخيام لا تصمد أمام الأمطار.. مأساة النازحين شمالي سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تسببت الهطولات المطرية التي شهدتها مناطق شمال غربي سوريا صباح أمس الأحد 24 تشرين الثاني في أضرار كبيرة بمخيمات النازحين، ما دفع فرق الدفاع المدني السوري إلى الاستجابة الفورية لتخفيف معاناة السكان، حيث تضررت العديد من الخيام بسبب السيول، وكان أبرزها في مخيم الزعرور بقرية كفرة شمالي حلب، إذ تضرر 10 خيام جراء تسرب مياه الأمطار إليها، كذلك تضررت 4 خيام في مخيم الأمين شرقي مدينة الدانا، وتضررت خيام جزئيًا في مخيمات أخرى كالمخيمات في باتبو وكللي.

الاستجابة السريعة من فرق الدفاع المدني

يقول “عبد الكافي كيال” متطوع في الدفاع المدني السوري في حديثه إلينا: إن “الفرق عملت على مدار الساعة لتخفيف الأضرار في المخيمات، حيث قامت بفتح قنوات لتصريف المياه وإبعادها عن مساكن النازحين، كما أنشأت  سدودًا ترابية لحماية الخيام المتبقية من السيول التي اجتاحت بعض المخيمات، ومنها مخيم أبو عبيدة بن الجراح في باتبو شمالي إدلب ومخيم الطوقان في كللي، كذلك في مدينة أريحا جنوبي إدلب، استجابت الفرق لسقوط شجرة بفعل الرياح القوية وتأمين جدار آيل للسقوط”.

معاناة النازحين في ظل الظروف الجوية القاسية

ومع بداية فصل الشتاء، يواصل النازحون في المخيمات مواجهة تحديات جديدة، حيث يعيشون في ظروف إنسانية صعبة. يروي أحد سكان المخيمات “أبو أحمد “، المهجر من ريف حلب، معاناته اليومية في مخيمه قائلاً: “نحتاج إلى صبر كبير لتحمل هذه الأيام القاسية، نحاول جاهدين حماية أنفسنا وأطفالنا من البرد والمطر، ونعيش على أمل العودة إلى بيوتنا التي كانت مصدر الدفء والأمان”.

كذلك تعاني مئات آلاف العوائل النازحة في شمال غربي سوريا من ظروف شتوية قاسية تتكرر كل عام، إذ تواجه بردًا قارسًا وأمطارًا غزيرة تزيد من معاناتها، وتعد الخيام، التي أصبحت مأوى مؤقتًا لهم منذ سنوات، عاجزة عن توفير الحماية اللازمة من العوامل الجوية، إذ تفتقر لأبسط مقومات الحياة مثل العزل الحراري والبنية المقاومة للمطر والرياح.

يقول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم: إن “تسرب المياه إلى داخل الخيام يجعلها غير صالحة للسكن. فيما يتحول الطين والأوحال المحيطة بها إلى عائق يومي أمام الحركة وتأمين الاحتياجات الأساسية”. وفي ظل هذه الظروف يواجه السكان خطر الأمراض، خاصة الأطفال وكبار السن. مما يجعل هذه المأساة الإنسانية تتفاقم عاماً بعد آخر دون حلول جذرية تنهي معاناتهم.

إجراءات وقائية لتفادي الأضرار المستقبلية

وحذّر الدفاع المدني السوري من استمرار الظروف الجوية السيئة، حيث من المتوقع أن تستمر الهطولات المطرية والرياح القوية. ودعا المدنيين إلى اتخاذ إجراءات وقائية. مثل تثبيت الخيام بشكل جيد، والتحقق من قنوات تصريف المياه، وتدفئة الأطفال وكبار السن لتجنب الأمراض. كما تم تحذير السكان من الحذر أثناء القيادة في المناطق التي تشهد هطولات مطرية.

إذ تستمر معاناة النازحين في شمال غربي سوريا مع بداية كل شتاء، حيث تضاف الأضرار الطبيعية إلى معاناتهم اليومية. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الدفاع المدني السوري للتخفيف من الأضرار. يبقى الحل الدائم في ضمان العودة الآمنة للنازحين إلى منازلهم وإيجاد حلول مستدامة لوقف معاناتهم المستمرة.

مقالات ذات صلة