عندما ضرب الزلزال منطقة الشمال السوري، تجاوزت آثاره المدمرة انهيار المباني إلى التأثير على حياة الناس وأمنهم واستقرارهم.
في إدلب التي تعرضت أحياؤها السكنية المكتظة لدمار كبير، تعيش العديد من العائلات تحديات يومية قاسية، أبرزها فقدان المأوى والخوف من المستقبل، وسط عجز عن تأمين مأوى آمن ودائم.
تحديات البنية التحتية والمخاطر الصحية
يعاني المتضررون من مشاكل خطيرة في البنية التحتية، مثل تصدعات المباني، غياب الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، وتكدس الأنقاض، كما تزداد المخاطر الصحية نتيجة المباني غير الصالحة للسكن.
“أبو محمد”، أحد المتضررين في مدينة سلقين، يروي: “عدت إلى منزلي لأتفقده، لكنني وجدت الجدران متصدعة والسقف يكاد ينهار، الخوف على أطفالي يمنعني من البقاء هنا، لكن ليس لدي مكان آخر”.
ارتفاع تكاليف الترميم وضعف الدعم المالي
ارتفاع أسعار مواد البناء، مع غياب الدعم المالي الكافي، يجعل من ترميم المنازل مهمة شبه مستحيلة، تعتمد معظم الأسر على مساعدات محدودة لا تلبي احتياجاتهم.
“أم ياسين”، أرملة وأم لثلاثة أطفال، تقول:
“استأجرت غرفة صغيرة لأن ترميم منزلي يحتاج إلى أموال طائلة، طلبت المساعدة من المنظمات، لكن الأولوية لمن فقدوا منازلهم بالكامل”.
قصور دور المنظمات الإنسانية في إعادة الإعمار
تركز المنظمات الإنسانية غالبًا على توفير الإغاثة الطارئة، مثل الخيام والمساعدات الغذائية، بينما تغيب برامج طويلة الأمد لإعادة الإعمار.
المهندس “خالد”، ممثل إحدى المنظمات المحلية، يوضح: “نعمل بجهودنا المحدودة لتوفير المواد الأساسية، لكن الترميم الكامل يتطلب دعمًا دوليًا مستدامًا”.
المبادرات المحلية: أمل جديد بين الأنقاض
في ظل غياب الدعم الكافي، لجأ السكان إلى مبادرات تطوعية لإزالة الأنقاض ومساعدة بعضهم البعض في الترميم.
“عمر”، شاب متطوع في إحدى هذه المبادرات، يقول: “نساعد في رفع الأنقاض وتأمين ما يمكن إنقاذه من المنازل، العمل الجماعي يعيد الأمل للجميع”.
بين صعوبات الحياة وروح التعاون، يستمر متضررو الزلزال في الشمال السوري بمواجهة تحديات إعادة الإعمار، لكن الحاجة الماسة لدعم دولي وخطط مستدامة تظل قائمة، فيما يبقى التضامن المجتمعي شعاع الأمل الوحيد وسط هذه الظروف الصعبة.