نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية على عدة مواقع في مناطق المشاريع والقصير بريف حمص في تمام الساعة التاسعة مساء يوم الاثنين، مستهدفًا جسورًا ومعبر جوسية على الحدود السورية اللبنانية، وتعد هذه الهجمات جزءًا من سلسلة من الغارات التي استهدفت مواقع مختلفة تابعة للميليشيات اللبنانية والإيرانية الحليفة للنظام السوري، والتي تُستخدم بشكل رئيسي في نقل الإمدادات العسكرية بين سوريا ولبنان، وتأتي هذه الهجمات في إطار التصعيد المستمر من قبل إسرائيل ضد ما تعتبره تهديدًا أمنيًا على حدودها الشمالية.
المسؤولية العسكرية السورية
أعلن مصدر عسكري تابع للنظام السوري، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا أن الطائرات الحربية استهدفت نقاط العبور الحدودية في منطقة القصير، مما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح، كما أفاد المصدر بوقوع أضرار مادية في تلك المناطق، دون أن يوضح مدى حجم الدمار أو طبيعة الأضرار التي لحقت بالمرافق العسكرية، وتشير هذه الهجمات إلى استمرار الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية العسكرية في سوريا، وخاصة تلك المرتبطة بالميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله.
إسرائيل تستهدف الأنفاق الاستراتيجية
في السياق ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي عبر وسائل إعلامه عن استهداف نفق استراتيجي يمتد من سوريا إلى لبنان يبلغ طول هذا النفق نحو 3.5 كيلومترات، واستغرق بناؤه حوالي 10 سنوات، كان يُستخدم في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية من لبنان إلى سوريا، ويتم تخزين هذه الأسلحة في مستودعات تابعة للجيش السوري، وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن النفق كان جزءًا من شبكة معابر تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران، خاصة “حزب الله”، لنقل الأسلحة إلى سوريا، ما يساهم في تعزيز وجود هذه الميليشيات في المنطقة.
الإعلام الإسرائيلي يتهم وحدة الأمن العسكري السوري
في تعليقٍ له، حمل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المسؤولين السوريين، ولا سيما وحدة الأمن العسكري، مسؤولية نقل الأسلحة عبر المعابر الداخلية في سوريا، وقال: إن “هذه المعابر كانت تُستخدم بشكل منتظم لتسهيل نقل الأسلحة والوسائل القتالية لصالح حزب الله”، هذا التصريح يعكس التوتر المتزايد بين إسرائيل والنظام السوري، ويعزز من رواية إسرائيلية مفادها أن النظام السوري يسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرات الميليشيات التي تهدد أمنها.
رد فعل الإعلام السوري على الهجمات
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تفاصيل الهجوم، مشيرة إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عددًا من الجسور في مناطق مختلفة من ريف حمص، بما في ذلك جسور الجوبانية وعرجون والدف والحوش ومطربة والحضور وجوسية وبوابة النزارية في القصير، وتأتي هذه الهجمات في وقت حساس بالنسبة للنظام السوري، حيث تشهد المنطقة سلسلة من الضغوط العسكرية والاقتصادية، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في جنوب سوريا وفي المناطق الحدودية مع لبنان.
استمرار التصعيد الإسرائيلي في سوريا
تعتبر هذه الهجمات الإسرائيلية جزءًا من استراتيجيتها المستمرة ضد الوجود الإيراني والميليشيات التابعة لها في سوريا، حيث تتشابك المصالح العسكرية والسياسية بين عدة أطراف، ويبقى الوضع الأمني في سوريا مهددًا بشكل مستمر، يفاقم معاناة المدنيين في المناطق المستهدفة ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.