بدأت إدارة مخيم الهول وهيئات الرعاية الاجتماعية في المنطقة تنفيذ سلسلة من الإجراءات الهادفة لتحسين الأوضاع التنظيمية والاجتماعية للقاطنين والعائدين من المخيم، في خطوة استراتيجية متكاملة.
وتمثلت هذه الجهود في مسارين متوازيين يهدفان إلى إعادة الضبط والتنظيم وتسهيل عملية الاندماج المجتمعي.
والبداية كانت من داخل مخيم الهول، حيث شرعت إدارة المخيم بعملية تحديث شاملة للبيانات والمعلومات الشخصية.
كما بدأت بتوزيع أوراق رسمية على كل عائلة تتضمن تفاصيل دقيقة عن الأسماء وتواريخ الدخول.
وتهدف هذه الخطوة بشكل أساسي إلى ضبط السجلات وإجراء إحصاء دقيق للسكان، مع التركيز على كشف أي محاولات للتلاعب في بطاقات الخروج وتحسين إدارة الموارد والخدمات، حسب مصادر محلية متطابقة من المنطقة الشرقية.
وأكد الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي، أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24: “أن هذه الإجراءات تعتبر خطوة مهمة لتحسين إدارة الأوضاع في مخيم الهول، من خلال تحديث البيانات بدقة وكشف عمليات التزوير في حال حصلت، ما يساعد على توفير معلومات موثوقة تساعد في اتخاذ قرارات رشيدة وتعزيز الرقابة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للقاطنين فيه، الأمر الذي يعكس توجهًا نحو حلول مستدامة تراعي الظروف الإنسانية لسكان المخيم”.
بالتوازي مع هذه الإجراءات، أعلن مركز الرعاية الاجتماعية في الرقة عن مواصلة جهوده الداعمة للعائلات العائدة من “لبنان ومن مخيم الهول”.
وبحسب المجلس التنفيذي في الرقة، فقد نجح المركز في تسجيل 2700 عائلة عائدة من لبنان، وقدم لهم دعماً أولياً يشمل سلال إغاثية مكونة من مفروشات وأدوات مطبخ لمساعدتهم على تجاوز الظروف الطارئة.
ولم يقتصر الدعم على المساعدات المادية فحسب، بل امتد ليشمل برامج متكاملة لإعادة الاندماج المجتمعي.
وعمل المركز أيضاً على تفعيل برامج مهنية متخصصة، وتقديم مبادرات وأنشطة تهدف إلى دمج العائدين من مخيم الهول في النسيج الاجتماعي.
كما قام بإصدار بطاقات التدفئة والخبز المدعوم، وتوجيه بعض العائلات العائدة من المخيم إلى منظمات إنسانية للحصول على مزيد من الدعم.
وتعكس هذه الجهود التزاماً واضحاً بتعزيز الشفافية وتنظيم أوضاع المخيم، مع التركيز على مساعدة العائدين من مخيم الهول على تجاوز التحديات وإعادة بناء حياتهم، في محاولة جادة لتحويل معاناة الماضي إلى فرص للمستقبل، من خلال دعم منظم ومتكامل يراعي الظروف الإنسانية والاجتماعية الصعبة، حسب مراقبين.
يذكر أنه في مطلع العام الجاري، افتتحت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة الرقة، وبالتعاون مع برنامج الخدمات الأساسية USAID، مركز الرعاية الاجتماعية الذي يُعد الأول من نوعه شرق سوريا.
يشار إلى أن منصة SY24 بدأت، مؤخراً، بتسليط الضوء على أوضاع العائدات من مخيم الهول، من خلال نشر التقارير والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “العائدات إلى الحياة”.