أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” شمال غربي سوريا، فجر اليوم الأربعاء، عن إطلاق عملية عسكرية واسعة تحت مسمى “ردع العدوان”، ضد قوات النظام في ريف حلب الغربي، وجاءت هذه الخطوة كرد مباشر على التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الماضية، والذي تسبب بخسائر بشرية وموجات نزوح جديدة.
أهداف عملية “ردع العدوان” وتقدم الفصائل
أكد القيادي العسكري “حسن عبد الغني” أن “العملية تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشيات الأسد”، وبحسب مصادر عسكرية، تمكنت الفصائل الثورية من التقدم في عدة مواقع بالريف الغربي، تزامناً مع انسحاب عناصر النظام منها، وقد شهدت الجبهات معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام والميليشيات الإيرانية الحليفة، بينهم ضباط برتب عالية.
وأظهرت مقاطع فيديو مسربة لحظات هروب جماعي لعناصر النظام والميليشيات الإيرانية أثناء الاشتباكات، ما يعكس حالة التخبط في صفوفهم.
من جهتها، ذكرت صحيفة “الوطن” الموالية أن القوات الحكومية تعرضت لهجمات عنيفة في ريف حلب الغربي، خاصة في منطقة قبتان الجبل.
واقع إنساني متدهور وتصعيد ضد المدنيين
وشهد اليوم الأربعاء قصفاً عنيفاً لقوات النظام على عدة مناطق في ريفي إدلب وحلب شمالي غربي سوريا، وطال قصف مدفعي المنطقة الصناعية والمحلق الشرقي لمدينة إدلب، حيث استهدفت قوات النظام بالصواريخ المنطقة الصناعية وطريقاً رئيسياً على أطراف المدينة، وبالقرب من معصرة زيتون أسفرت عن إصابة امرأة بجروح في حصيلة أولية للقصف المدفعي، وطال قصف آخر أطراف مدينة سرمين شرقي إدلب، دون وجود إصابات بين المدنيين حسب ما أكده مراسلنا.
وأضاف المراسل، أن قصفاً عنيفاً لقوات النظام وحلفائه بصواريخ تحمل قنابل عنقودية استهدف مدينة دارة عزة غربي حلب، كذلك استهدف قصف مباشر لقوات النظام بالمدفعية والصواريخ أحياء مدينة الأتارب غربي حلب ومنطقة السوق، اليوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، ألحق دماراً كبيراً وأضرار مادية ناتجة عن القصف دون إصابات بشرية.
في الفترة الأخيرة، شهدت مناطق شمال غربي سوريا تصعيداً غير مسبوق من قبل النظام وحلفائه، أدى إلى نزوح مئات العائلات، خاصة من ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، وأكدت فرق الدفاع المدني السوري أن قصف النظام يوم أمس استهدف بشكل مباشر المدنيين، حيث طال معهداً للعلوم الشرعية ومدرسة ابتدائية في مدينة أريحا جنوبي إدلب، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال وإصابة 14 مدنياً آخرين بجروح، معظمها خطيرة.
وفي حادثة أخرى، استهدف القصف بلدة معارة النعسان شرقي إدلب، ما أدى إلى إصابة طفل ورجل بجروح متفاوتة إذ تستمر فرق الدفاع المدني في الاستجابة لهذه الكوارث وسط ضعف الإمكانات وانعدام الدعم الدولي الكافي.
رعب مستمر وتراجع الاستجابة الإنسانية
يعيش سكان المناطق القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام وروسيا في حالة رعب دائم بسبب الاستهداف المتكرر بقذائف المدفعية والطائرات الانتحارية، ما يهدد حياتهم ويعمق من معاناتهم الإنسانية.
تمثل التطورات الأخيرة في ريف حلب الغربي وإدلب تصعيداً خطيراً في الصراع السوري المستمر، حيث تتقاطع العمليات العسكرية مع أزمة إنسانية خانقة، وبينما تتواصل المعارك، يبقى المدنيون في مواجهة يومية مع الموت والنزوح، في ظل غياب أي جهود دولية جادة لإنهاء معاناتهم أو محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.