بحثًا عن الرزق.. بائعو إدلب يواجهون الموت يوميًا!

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في شوارع إدلب المكتظة بالبسطات تتعالى أصوات الباعة التي تختلط بأصوات القذائف في مشهد يومي يعكس حجم المأساة إذ يتعرض البائعون في الأسواق أو الباعة الجوالون لمخاطر القصف في سبيل تأمين لقمة العيش لأسرهم، ورغم الخطر المحدق بهم، تجدهم يفرشون بسطاتهم كل صباح متحدين القصف والاستهداف اليومي.

قصص من قلب المعاناة

في سوق أريحا الرئيسي، يروي “أبو عبدالله”، بائع خضار قصته لنا قائلاً: “فقدت ابن أخي عندما قصفت قوات النظام السوق، لم أستطع حتى حمله إلى المستشفى بسبب القصف العنيف والمستمر”، مشيراً إلى أنه بعد أيام عاد للعمل في ذات السوق، ويقول: “نحن العمال لا نملك رفاهية البقاء في البيت”.

وتقول “أم مازن” بائعة الألبسة في السوق ذاته: “كل مرة أغادر فيها المنزل أشعر أنها قد تكون الأخيرة، لكنني أعيل ثلاثة أطفال ولا يوجد بديل”.

التنقل القسري للأسواق

مع استهداف الأسواق بشكل متكرر، اضطر الباعة إلى التنقل المستمر بحثًا عن أماكن أقل خطورة، “أبو أحمد”، الذي يبيع الفواكه، يقول: “ننتقل من مكان إلى آخر، لكن القصف يلاحقنا، أحيانًا نضطر للعمل في الأزقة الضيقة، بعيدًا عن الأنظار”، فالتنقل لا يرهق الباعة جسديًا فحسب، بل يضيف تكاليف نقل البضاعة ويقلل من عدد الزبائن، فهو يؤثر سلبًا على الدخل اليومي لديهم حسب قول من تحدثنا إليهم.

البسطات: شريان الحياة لعائلات بأكملها

البسطات ليست مجرد مصدر دخل، بل هي وسيلة للبقاء على قيد الحياة لعائلات بأكملها “أم علي”، التي تبيع الألبسة المستعملة، تقول:”ما أبيع به يوميًا بالكاد يكفي لشراء الخبز والحليب لطفلي الرضيع، توقفي عن العمل يعني الجوع”، فهذه البسطات تعيل مئات الأسر في إدلب، وتوفر لهم مورد رزق في ظل انعدام فرص العمل.

بين الخوف والصمود: كيف يواجه الباعة خطر الموت؟

رغم الخوف الدائم، يتسلح الباعة بالأمل والصبر،”خالد”، شاب يعمل مع والده في بيع الأحذية في مدينة إدلب، يشرح لنا حاله: “نخاف، لكننا لا نملك خيارًا آخر، إن تركنا البسطة، سنفقد كل شيء”ويضيف: “الموت في السوق أفضل من الموت جوعًا في البيت”، الصمود هنا ليس مجرد قرار، بل هو نمط حياة فرضته الظروف القاسية، ويعكس إصرار الناس على الحياة رغم كل التحديات.

تأثير استهداف الأسواق على المجتمع

استهداف الأسواق يعطل حركة الحياة في إدلب بأكملها، الأسواق الشعبية ليست فقط مكانًا للتجارة، بل هي نقطة تجمع اجتماعي توفر السلع بأسعار معقولة، إغلاقها أو استهدافها يؤدي إلى نقص في المواد الأساسية وارتفاع الأسعار، مما يثقل كاهل المواطنين، “أم وحيد”، ربة منزل، تؤكد: “أحيانًا نخشى الذهاب للسوق بسبب القصف، لكننا مضطرون، لا نملك رفاهية الشراء من المحال الكبيرة.”

يشدد نشطاء محليون على أهمية توثيق هذه الجرائم كجزء من معاناة المدنيين “مهند”، أحد الناشطين الإعلاميين في مدينة أريحا، يقول: “توثيق استهداف الأسواق ضروري لإيصال صوت الضحايا إلى العالم والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم”.

وشهدت الفترة الأخيرة تصعيداً عسكريا غير مسبوق على مناطق متفرقة شمالي غربي سوريا استهدف المدن الرئيسية والمدراس والأسواق والمرافق الحيوية والتجمعات السكنية وأسفرت عن عشرات الضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

مقالات ذات صلة