تشهد مناطق عدة من ريفي إدلب وحلب تصعيدًا عسكريًا عنيفًا من قبل قوات النظام السوري وحليفتها روسيا، حيث استخدمت أسلحة محرمة دوليًا، بما في ذلك صواريخ تحمل قنابل عنقودية شديدة الانفجار، حيث استهدفت الطائرات الحربية والمدفعية والصواريخ مناطق مدنية بشكل مباشر، مما أدى إلى وقوع ضحايا وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية.
دمار واسع في مدينة الأتارب وضحايا بالقنابل العنقودية
كشف تقرير صادر عن الدفاع المدني السوري يوم أمس عن دمار كبير في مدينة الأتارب غربي حلب، نتيجة قصف مدفعي وصاروخي مكثف، الهجمات استخدمت فيها صواريخ نوع 9M55K المزودة بقنابل عنقودية مضادة للأفراد، مما أدى إلى إصابة 11 مدنيًا، بينهم 5 أطفال وامرأتان.
كذلك تعرضت الأحياء السكنية والسوق الشعبي في الأتارب الهجمات عنيفة ليلة الأربعاء 27 تشرين الثاني، مخلّفة دمارًا واسعًا ورعبًا كبيرًا بين السكان الذين يعيشون حالة من الخوف المستمر بسبب القصف.
تصعيد جديد في ريف حلب الغربي
استمرت الهجمات اليوم الخميس، حيث استهدفت بلدة الجينة في ريف حلب الغربي بقصف مدفعي وصاروخي، وأكد “عبد الكافي كيال”، متطوع في الدفاع المدني السوري خلال حديثه إلينا، أن الهجمات استخدمت فيها مجددًا قنابل عنقودية، مما زاد من معاناة المدنيين، وفي الوقت ذاته، تعرضت أطراف مدينة سرمين شرقي إدلب ومدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي لقصف مدفعي مكثف منتصف الليلة الماضية، دون تسجيل إصابات، بحسب مراسلنا.
أضرار مادية واستمرار موجات النزوح
مدينة إدلب لم تسلم من التصعيد، حيث استهدفت الأحياء الشرقية للمدينة بقصف صاروخي مكثف ليلة الخميس، واقتصرت الأضرار على الماديات ومع ذلك، تسببت الهجمات في موجة نزوح جديدة مع استمرار الظروف المناخية القاسية وانخفاض درجات الحرارة.
ضحايا جدد في سرمين نتيجة القصف العنيف
مدينة سرمين شرقي إدلب تعرضت لقصف مدفعي صباح اليوم، مما أدى إلى إصابة امرأة وزوجها، وفقًا لما أكده “عبد الكافي كيال”، إذ استجابت فرق الدفاع المدني للحادث ونقلت المصابين إلى المستشفى، بينما يستمر الأهالي في التعبير عن مخاوفهم من تواصل التصعيد.
وفي تطور آخر، توفيت امرأة اليوم متأثرة بجراحها التي أصيبت بها يوم أمس، عندما استهدف القصف المدفعي ورشة لقطاف الزيتون في سرمين، التصعيد الأخير أدى إلى مقتل امرأة وإصابة أخرى بجروح خطيرة، بحسب الدفاع المدني.
قصف عنيف يطال مخيمات النازحين
هجمات النظام وروسيا لم تقتصر على المدن والبلدات، بل طالت أيضًا مخيمات النازحين شمالي إدلب. حيث استُخدمت الذخائر العنقودية المحرمة دوليًا. وفقًا لتقرير الدفاع المدني السوري، تسببت هذه الهجمات بمقتل طفل وإصابة 20 مدنيًا، بينهم 9 أطفال و6 نساء، يوم الأربعاء.
نزوح كثيف ومعاناة متزايدة
الهجمات المستمرة أجبرت مئات العائلات على ترك منازلها في ريف إدلب الشرقي وحلب الغربي. فرق الدفاع المدني عملت على إجلاء العائلات المتضررة إلى مراكز إيواء مؤقتة تم تجهيزها لاستيعاب النازحين. إلا أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا مع تصاعد القصف وتردي الأحوال الجوية.
كارثة إنسانية تهدد الشمال السوري
يستمر التصعيد العنيف من قبل النظام وروسيا في شمال غرب سوريا. مسببًا معاناة إنسانية كبيرة. خاصة في ظل استخدام أسلحة محرمة دوليًا وتصاعد موجات النزوح. ويواجه المدنيون أوضاعًا صعبة مع تزايد الهجمات التي تستهدف الأحياء السكنية والمخيمات. بينما يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف هذه المأساة الإنسانية.