يعيش أهالي شمال غربي سوريا أياماً دامية مع استمرار الهجمات المكثفة التي تشنها قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات الموالية لهم، مستهدفةً المدنيين لليوم الثالث على التوالي، وتشمل هذه الهجمات مناطق في ريفي إدلب وحلب، حيث طالت منازل المدنيين والمرافق الحيوية والأسواق التجارية والمدارس والطرقات الرئيسية، مستخدمين أسلحة محرمة دولياً، ما يزيد من معاناة الأهالي في ظل ظروف إنسانية كارثية.
أفاد مراسلنا أن طائرات النظام السوري والطيران الحربي الروسي نفذت صباح اليوم الجمعة 29 تشرين الثاني غارات جوية استهدفت المدرسة الجنوبية ومدرسة البنين في مدينة الأتارب غربي حلب، وعلى الرغم من الأضرار المادية التي لحقت بالموقعين، أكدت فرق الدفاع المدني السوري التي استجابت للهجمات عدم وقوع إصابات بشرية.
بحسب فريق الدفاع المدني السوري، ارتفع عدد المدارس التي تعرضت لهجمات مباشرة من قبل قوات النظام وروسيا منذ بداية العام الجاري إلى 16 مدرسة في شمال غربي سوريا، ويُعد استهداف المنشآت التعليمية انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، حيث يسعى هذا التصعيد إلى تعطيل العملية التعليمية وقتل الأمل بمستقبل أفضل للأجيال الناشئة.
وفي حديث خاص لـ SY24 ، قال “عبد الكافي كيال” ، أحد متطوعي الدفاع المدني السوري: “الغارات طالت أراضٍ زراعية في قرية تقاد بالريف نفسه واقتصرت الأضرار على الماديات. كما تسببت غارات أخرى بأضرار كبيرة في أحد المنازل السكنية في القرية، دون وقوع إصابات بشرية، إلا أن غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة الأتارب قبل منتصف ليلة الجمعة أدت إلى إصابة مدنيين اثنين، أحدهما طفل”.
ويوم أمس الخميس، صعّدت قوات النظام وروسيا هجماتها على ريفي إدلب وحلب، حيث شنت غارات جوية وقصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً استهدف الأحياء السكنية في عدة مناطق، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 15 مدنياً، بينهم 6 أطفال وامرأتان، بالإضافة إلى إصابة 36 آخرين، بينهم 20 طفلاً.
وتشير التقارير إلى أن الطائرات الروسية نفذت مجازر مروعة في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، حيث استهدفت الطريق الرئيسي للمدينة الذي تسلكه سيارات النازحين الهاربين من القصف، إلى جانب المنازل والمحلات القريبة من الطريق، ما زاد من مأساوية الوضع الإنساني.
تصعيد النظام السوري وحلفائه الأخير تسبب في نزوح أكثر من عشرة آلاف عائلة، ما أطلق موجات نزوح غير مسبوقة منذ سنوات في ظل واقع إنساني صعب، يعاني النازحون من انعدام المأوى الآمن الذي يحميهم من الهجمات، فضلاً عن انخفاض درجات الحرارة وتفاقم الاحتياجات الإنسانية الأساسية، مما ينذر بكارثة إنسانية مستمرة في شمال غربي سوريا.