وثق فريق “منسقو استجابة سوريا” سلسلة من الهجمات والآثار الإنسانية التي خلفتها العمليات العسكرية المستمرة في الشمال السوري والتي بدأت في 27 نوفمبر 2024 واستعرض التقرير الأوضاع الميدانية والتداعيات الإنسانية والهجمات في الشمال السوري.
سجلت مناطق الشمال السوري حتى تاريخ التقرير 201 هجوم عسكري، من بينها 77 هجوماً بالطائرات الحربية الروسية والسورية، حيث استهدفت الغارات الجوية نحو 222 نقطة في مناطق مختلفة من شمال سوريا.
جاء في التقرير سقوط 26 ضحية مدنية جراء القصف، من بينهم امرأتان وثمانية أطفال.
كما تم تسجيل إصابة 102 مدني آخرين، منهم 13 امرأة و35 طفلاً، جراء الهجمات المستمرة على المناطق السكنية والمرافق المدنية.
وأكد التقرير على استخدام مكثف للأسلحة المحرمة دولياً، بما في ذلك الذخائر العنقودية، التي تسببت في المزيد من الأضرار والقتل، وتهديد حياة المدنيين في المنطقة.
الدمار الذي طال المنشآت الحيوية
وثق التقرير استهداف أكثر من 12 منشأة حيوية في المنطقة، من بينها مدارس ومرافق خدمية وأسواق شعبية.
هذه الهجمات أسفرت عن تدمير البنى التحتية الحيوية التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية.
ودعا “منسقو استجابة سوريا” إلى عدم دخول المدنيين إلى المناطق التي تم السيطرة عليها حديثًا حتى يتم تنظيفها من مخلفات الحرب مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها قوات النظام السوري وروسيا، وذلك لضمان سلامة المدنيين.
أعداد النازحين
تم تسجيل نزوح أكثر من 11,017 عائلة من مختلف مناطق ريف حلب وإدلب، ما يعادل حوالي 60,213 نسمة.
هذه الأرقام تؤكد تزايد معاناة السكان المحليين جراء الحملة العسكرية التي أسفرت عن تهجير العديد من العائلات من منازلها.
دعوة لتسريع العمليات الإنسانية
أهاب التقرير بكافة المنظمات الإنسانية للعمل على تسريع عمليات الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للنازحين. مع تأكيد أهمية تسهيل عودة العائلات إلى مناطقهم بعد انتهاء العمليات العسكرية ورفع المخاطر.
ومع تزايد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري وطرد الميليشيات منها. دعا التقرير المنظمات الإنسانية إلى توحيد الجهود ووضع خطط منسقة للدخول إلى هذه المناطق لتقديم الدعم للمقيمين والنازحين الجدد.
فيما أعلن التقرير أن الأيام القادمة ستشهد عمليات تنسيق جديدة مع الجهات المحلية لدخول المناطق التي تم السيطرة عليها حديثاً. بهدف إجراء تقييم عاجل للوضع الإنساني والتنسيق بين جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات المتضررة.
تشير هذه الحصيلة الميدانية إلى تصاعد حدة النزاع في شمال سوريا وتزايد المعاناة الإنسانية. بسبب القصف الجوي المكثف واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، بالإضافة إلى التدمير الواسع للبنى التحتية. من الضروري تكثيف الدعم الإنساني للنازحين والتنسيق بين كافة الأطراف الإنسانية لضمان توفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين.